انتقل الى رحمة الله تعالى رجل الأمن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله وبفقده فقدت المملكة العربية السعودية، ومعها العالم كله، قائداً عظيماً، ومصلحاً كبيراً، وسياسياً محنكاً، ومحسناً الى الخلق محباً للخير والبر، الى غير ذلك من الصفات الجليلة التي يقل أن تجتمع في شخص واحد. أما في مجال القيادة الأمنية بشقيها، الفكري، والعسكري فقد كان مرجعاً لكثير من الدول للمحافظة على امنها، وكان له الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى في المحافظة على امن بلاد الحرمين الشريفين واستقرارها، وتجاوز كثير من الأزمات العظيمة، والمحن الشديدة، ولعل آخرها ما تعرضت له المملكة من حوادث التفجير والإرهاب من قبل الفئة الباغية، وما تم احباطه من عشرات العمليات الإرهابية قبل حدوثها وما تم الاستيلاء عليه من آلاف القطع من مختلف أنواع الأسلحة، والتي كانت ستحدث آثاراً مدمرة، لولا لطف الله تعالى، ثم يقظة هذا الجهاز الامني الذي يعد من أقوى الأجهزة على المستوى العالمي، وهو الجهاز الذي سهر الفقيد رحمه الله على بنائه، وتشييده، ورعاه بنفسه، وزوده بأحدث ما توصل اليه العلم، ودرب افراده بأعلى وسائل التدريب المعروفة في العالم. يضاف الى ذلك ما تم احباطه من عمليات تهريب اطنان المخدرات، والملايين من الحبوب المخدرة، باغية افساد عقول شباب الأمة الذين هم عمادها بعد الله تعالى. فبلاد الحرمين الشريفين تدين بالفضل لله اولاً، ثم الى هذا الرجل الفذ طيب الله ثراه في كل ما تنعم به من الأمن والاستقرار، وفي درء المخاطر التي تهدد أمنها وسلامتها، وتستهدف عقول شبابها، حتى يكونوا لقمة سائغة للأعداء. فرحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز، وتغمده بمغفرته، وجزاه عن الاسلام وبلاد الحرمين خير الجزاء .