من أعظم بشائر الخير التي زفها الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين إلى شعبه والتي استبشر بها الوطن والمواطنون خيراً، وفرح بها الوطن قبل المواطن كان تعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد نائباً أول لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله تعالى، هذه البشرى العظيمة ستنسي الشعب - بإذن الله تعالى - جزءاً من آلامه وأحزانه على فقد سلطان الخير رحمه الله تعالى رحمة واسعة وستحقق بكل تأكيد قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب... فالأمير نايف حفظه الله تعالى خير خلف لخير سلف فهو رجل أمن لا يشق له غبار، وسياسي محنك، وإداري بارز، ورجل مهمات صعبة ونجاحات متعددة وقدرة إدارية فذة وفوق هذا كله فهو رجل كريم متواضع بشوش، مثقف واسع الفكر حاد النظر متحدث مميز وخطيب مفوه ومحاور قدير، طوال مسيرة الأمير العملية المشرفة كان خير مثال لخير مسئول وطبق بالفعل ما يردده بالقول دائماً بأن المسئول في خدمة الوطن والمواطن. ارتبط اسمه بالأمن وشكل الأمن النقطة الأبرز في مسيرته حفظه الله تعالى ورعاه بل في مسيرة الوطن بأكمله، أبدع في العمل الأمني ولم يقتصر إبداعه على المفهوم التقليدي للأمن ولا على العمل الأمني بالمفهوم المعتاد وإنما تجاوزت اهتماماته كل ذلك وعمل على تحقيق الأمن الشامل للمواطن والمقيم والوطن كل الوطن، بل تحقيق الأمن للمحيط الإقليمي القريب والبعيد، فالأمن الفكري لأبناء هذا البلد كان من أولى أولوياته وحرص على تحقيقه وعمل على تدعيمه وما برامج المناصحة التي حققت نجاحاً فاق كل التوقعات وأدى إلى تسابق الدول الكبرى على الاستفادة منها، ودعم الدعاة الوسطيين المعتدلين والحرص الأبوي على توعية المواطنين وكرسي سموه لدراسات الأمن الفكري وجهود سموه مع المغرر بهم والمخدوعين من أبناء هذا الوطن وتوجيهاته الأبوية الحانية بحسن معاملتهم ووجوب مناصحتهم وجائزة سموه للسنة النبوية والدراسات الإسلامية إلا فيض من غيض في هذا المجال، وحصل الأمن الوظيفي كذلك على جزء كبير من اهتمام سموه الكريم فقد اجتهد فيه وحث عليه ودعمه ونظمه وسن له القوانين والتشريعات ووجه جميع الأجهزة الحكومية بضرورة توظيف السعوديين ودعم حفظه الله برامج التدريب والتأهيل والتوظيف وأسس ونظم مجلس القوى العاملة ورعى جائزة سموه الكريم للسعودة واستحدث لجان السعودة في إمارات المناطق وغيرها من جهود سموه الجبارة في هذا المجال والتي أثمرت نتائج مميزة وملموسة على أرض الواقع، أما بقية جهوده أطال الله في عمره في المجال الأمني فلا يتسع المجال لذكرها ولكن يكفي أن نعرف بأن المملكة من أكثر الدول أمناً في العالم رغم اتساع رقعة مساحتها وحدودها الشاسعة وكثرة عدد سكانها والمقيمين فيها واستهدافها المستمر من قبل العديد من قوى الشر والتخريب، وأن ننظر إلى الجهد الأمني الموفق والمميز في إدارة ومعالجة ملف الإرهاب الشائك الذي نجحت المملكة بامتياز في معالجته أمنياً وفكرياً وبشهادة كافة الدول ومختلف المنظمات الدولية، وفي إدارة مواسم الحج والعمرة، أما في مجال التدريب الأمني وتأهيل رجال الأمن فإن الشواهد الحية الماثلة أمامنا خير دليل على العقلية الإدارية الفذه لسمو الأمير وأهم هذه الشواهد جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وكلية الملك فهد الأمنية وأكاديمية الأمير نايف للأمن الوطني وغيرها من معاهد ومراكز التدريب الحديثة التابعة لوزارة الداخلية، كل هذه شواهد قليلة لهود جبارة عظيمة أسهمت في أن يلتصق لقب رجل الأمن الأول بأميرنا الغالي المحبوب. أما في المجالين السياسي والاقتصادي فإن لسموه على هذا الوطن جهوداً عظيمة وأيادي بيضاء لا يمكن حصرها فقد رأس سموه الوفود والمفاوضات ووقع العقود وتشرفت به الاتفاقيات وترأس اللجان الاقتصادية وساهم في وضع القوانين والأنظمة الاقتصادية وقوانين جذب الاستثمارات الأجنبية. وفي المجال الإداري والحكم المحلي فإن لسموه بصمات واضحة في كل عمل إداري ناجح داخل هذا الكيان الشامخ، وفي كل قانون يصدر وكل نظام يستحدث وقد كان التنظيم الحديث للإمارات والمحافظات تنظيم نايفي بامتياز نابع من إرادة صلبة وفكر متقد ونبوغ لا مثيل له وخبرة قلما تجاريها خبرة لرجل دولة محنك ألف العمل الحكومي وألفه العمل الحكومي منذ نعومة أظفاره تخرج من مدرسة عبدالعزيز ونهل من حكمة سعود وتدرب على يد الفيصل العظيم وتتلمذ على يد القامة الخالدة الشاهقة، وظهرت بصمة الفهد وعظمته وصلابته رحمه الله في شخصيته ونهل من مشارب عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله تعالى، وقد رأس سموه الكريم المجلس الأعلى للإعلام ولجنة الحج العليا ولجان دعم الشعب الفلسطيني ومعظم لجان العمل الخيري وأشرف بشكل مباشر على العديد من اللجان والأعمال الإدارية والتعليمية والصحية والخيرية وعلى مجلس وزراء الداخلية العرب. فهنيئاً للوطن بنايف سيفاً على رقاب البغاة المعتدين، ساهراً على أمن المواطنين والمقيمين، حامياً للوطن من عبث العابثين وفساد المفسدين، رمزاً للوطن، هيبة للوطن، شموخاً للوطن، عزاً للوطن، ساعداً لوالد الجميع قائد هذا الوطن وباني نهضته الحديثة الملك الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله تعالى.