اليوم الحاسم مصير كل مخلوق بما شاء لك الولي القادر والآمر. وهبك الحياة من عدم ورعاك وحفظك وأطعمك وكساك وسخرك ووجهك لما كتبه سبحانه لأجل معلوم لديه فكل شيء راجع وراد بعلمه إليه لليوم الموعود للوقوف والخضوع والصراط المستقيم مهما طال الانتظار ( يوم لا ينفع مال ولا بنون ) فلنحذر ونتعظ ونجعل صحيفة أعمالنا التى تعرض عليه نقية من الاثم وخالية من المعاصي لا نظلم أو نتكبر ونسعى فى الأرض فساداً فأفعالنا تسطر بكتابنا بما تكلمنا وأسررنا أو أعلنا فلا يخفى على الله العليم اداء عبده , والحياة والازمان تتداول بين الناس لان ذلك هو شرع الله فالكون طوعه والفضاء الواسع والسماء والأرض ملكه وكلها زائلة وفانية ولا باقي إلا وحدانيته ' لنتعظ ونهاب التمادي والانسياق ونغتر بمظهر الدنيا وزينتها وملذاتها ونبهر بها لا نقول سنموت وربنا الجواد والمحسن أغدق علينا ومنحنا نعم الإله الكريم أورثنا أرضه وأخرج لنا كنوزها ولكن لنشكره ونحمده ونتحرى الرزق الحلال فى المأكل والملبس قال تعالى ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) صدق الله العظيم , فالذرة جزء صغير مقسوم من جزء لا يرى بالعين المجردة ولكن عند موجد الكون بمشيئته ومقدره لو أحسنت أجزأك بمضاعفة احسانك الى اكثر من سبعمائة ضعف انه الحيز ويعاقب المرء المذنب والمسيء بمقدار سيئته , الحسنات ايها المخلوق المطيع لأمر معبوده مضاعفة له والمعصية بمثلها انها رحمة الملك الأحد ولطفا وشفقة على العبد لزيادة كسبه وربحه ولكن نلقى بعضا بجهل يغضب ربه ويحيد عن الصراط المستقيم يتلاعب بالأسعار وانجاز الأعمال المكلف بها يتصرف بلا رادع وكيف ما ترى نفسه تنفيذها ويستخدم المواد المقلدة والرخيصة لمصلحته، أنسي قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (من غشنا ليس منا) خداع واستغلال, لقد كثر تواجد هذه الفئة المحسوبة على البشرية ولكن ربنا لها بالمرصاد.. تصاب انت او فرد من عائلتك بعارض صحي وتزور الطبيب وتتمنى انك لم تأته بطلبك العديد من الفحوصات وضرورة اجرائها, تحليل للدم والتأكد ان وضعك مطمئن بعد التصوير الاشعاعى وكل هذا مكلف ولا داعي له وان كنت ذا علاقة او معرفة بالطبيب وسألته لماذا هذه المصاريف أجابك لفائدة المستشفى واذا لم أطالب المرضى بها سيتم الاستغناء عني, احتيال ولا رقابة لأجل ربح جائر مرده البعد والخوف من الله العليم الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. هى صور حقيقية نراها ونعايشها وتكاد لا تخلو مهنة او صنعة نجدها متجسدة ومغروسة بجذورها. الدخلاء والمتلهفون والذين لا هدف لديهم أو غاية الا الثراء بأي الطرق والسبل لقد نسوا الله فأنساهم أنفسهم شروا دنياهم وأضاعوا آخرتهم نستعيذ بمولانا منهم والأعجب والأكبر بلاء وكرب وعدم الاستحياء والخجل من عالم الغيب سبحانه علا شأنه اننا أمسينا نعاني وبغلظة ظهور اناس يكذبون ويطالبون بحقوق علينا يدعون انها لهم مقابل أعمال أدوها لنا لم نقبلها او نرضى عنها ودفعنا لحاجتنا لها وذهبت أموالنا وتحسرنا وندمنا لدفعها لمن اخذها باطلا , ان أخبرته بوجوب التغير او الاصلاح ادعى عليك انك ظلمته ومنعته حقه وان الله موجود وهو لن يسامحك وسيقاضيك يوم الحساب , اصبحت مستبداً, هل نحن فى مثل هذه الحالة مخطئون أم مجرمون أم لا نخشى الله, اخوتي وجب علينا الصبر وكظم الغيظ وأن نتبع قول الحق الشافي قال تعالى ( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ) صدق الله العظيم.