الجد والمثابرة والوقت الثمين والتوتر النفسي والأسري حان موعده ليحل ضيفاً قد يكون ثقيل الظل مفعماً بالتفكير والمعاناة وقد يرعب ويضني . من أهم صفاته سهر الليالي والأرق والحرمان من النوم الهانيء وعند بعض الطلبة ممن لم يهتم أو يكترس ويعي ويفهم ويجني التحصيل العلمي والثقافي للمناهج الدراسية التي سوف يختبر فيها وعليه اجتيازها ويكلل مشواره خلال عام كامل بالنجاح والانتقال لمرحلة أو صف متقدم ويطوي بذلك صفحة من حياته و يسعى ليرتقي لدرجات ومستويات وآفاق من العلوم أكثر شمولاً ودقة لما سبق له تعلمها من قبل, أما استوجب علينا أن نغير النظر للاختبارات التي تشعرنا باعباء على كواهلنا وعلى أذهان أبنائنا ترغمنا فنضطرب ونحتار ونعد السويعات والأيام في انتظار مرور الاختبارات وكأنها اعصار موسمى لابد من قدومه ربما يكون شديداً مدوياً مرهقاً لاعصاب الجميع لا يهدأون أو يستقرون إلا برحيل العواصف وصفاء الاجواء والاذهان . الى متى سيظل هاجس الاختبارات صعبا ومخيفا أما آن لنا لنستيقن بأن الهدف المقصود من أداء الاختبارات هو التحصيل والتأكد من إستيعاب العلوم وفهمها واجتيازها بكفاءة . هنا ينبثق دور الآباء والامهات والمعلمين والمعلمات والموجهين التربويين لتسخير افكارهم وطاقاتهم وخبراتهم وتبسيط الخوف والرهبة ومحو هاجس وصعوبة الاختبارات من اذهان الطلبة والطالبات والحرص على وجود الثقة فيهم ليدركوا ويعوا بأن الاختبارات النهائية ماهي الا معرفة واظهارالمفاهيم الراسخه لما أستوعبوه ودرسوه لينعكس بدوره عليهم ويكتسبوا خبرات جديدة يحتاجونها في حياتهم العلمية والعملية لدى تخرجهم من بعد انتهاء اعوام الدراسة والتحاقهم بشتى الميادين المحببة المختارة من قبلهم حسب مؤهلاتهم وشهاداتهم الحاصلين عليها . اخي المعلم واختى المعلمة ينبغي مراعاة التوجه والتركيز عند وضع الاختبارات باخذ مبدأ اعطاء الطلاب والطالبات إبداء الرأي والتعليق بجانب المحتوى المنهجي الذي هو محك الاختبار والبعد عن التعقيد والتعجيز وتصعيب الاجابة بل يجب ان تكون الاسئلة الموضوعة تناسب مفاهيمهم العلمية ووفق قدراتهم العقلية ويتخللها البساطة والاختصار والتحديد المباشر والاعتماد على الاستنتاج للوصول للاجابة المناسبة . كما يستلزم من جميع المشرفين على مناهل التعليم خلق التشجيع والتحفيز وغرس الثقة الشخصية في كل طالب وطالبة لازالة تهويل الاختبارات وما يجعلها كابوساً مخيفاً لنعودهم من بداية العام الدراسي بادراج المفاهيم الحديثة والسلسة بان المناهج المقررة عليهم لن يتخللها تدخلات منهجية اخرى او اضافات وان ما ناقشوه وتعلموه هو وحده الذي سيختبرون فيه وأن عليهم التركيز بتمعن واتقان وليس بحشو ادمغتهم بمفاهيم لا يستفيدون منها عندها بحول الله تعالى سيتبدل الوضع والامر وتصبح الاختبارات السنوية النهائية متطلباً لابد منه على جميع الطلبة والطالبات اجتيازه وهم قادرون بكل المقايس على خوضه بلا أي هواجس او ضغوط نفسية.