قال معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان بمناسبة انعقاد مؤتمر (اللغة العربية ومواكبة العصر) تنظر حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يحفظه الله – إلى اللغة العربية بوصفها شكلاً من أشكال الهوية الوطنية للبلاد، وصورة من صور تمسكها بمبادئها وأصولها، ولذلك كانت هي اللغة الرسمية للتعليم ولكل شؤون البلاد كافة، واستمرت كذلك مع هذا الانفتاح العالمي الرحب دون أن تزاحمها أي لغة أخرى، أو تؤثر عليها بالذوبان فيها، بل إن المشاهَد هو أن تعزيز اللغة العربية في مناحي الحياة كافة يزداد قوة، وذلك إدراكاً من حكومة البلاد – يرعاها الله – أن ظروف العصر تتطلب مضاعفة العناية بمسألة الهوية، وتوثيق الصلة مع لغتنا العربية وحمايتها من الانجراف في سيل العولمة. وفي سياق حديث معالي الدكتور العثمان عن هذا الشأن وقف عند معلومات مثيرة عن حال اللغة العربية على المستوى الدولي قائلاً: إن اللغة العربية تحتل المركز (3) بين لغات العالم من حيث عدد الدول التي تقرّها لغة رسمية، بعدد (25) دولة. كما تحتل اللغة العربية المركز (6) من حيث عدد المتكلمين بها البالغ (470) مليوناً، وتمثل واحدة من اللغات الست في أكبر محفل دولي وهو منظمة الأممالمتحدة. وفي المجال الرقمي تحتل المركز (7) بين أكثر عشر لغات استخداماً على الإنترنت. وعن الانتشار العالمي للغة العربية قال معالي الدكتور العثمان: تشهد اللغة العربية تمدداً جغرافياً واسعاً يزداد عاماً بعد عام في دول آسيا وأفريقيا وأمريكا وأوروبا وغيرها، ويزداد عدد المقبلين على تعلمها زيادة لافتة تؤكد تحولها إلى لغة جاذبة، وربما تكفي الإشارة في هذا الشأن إلى أن عدد متعلميها في أمريكا وحدها زاد في عام 2010م بنسبة (126%) عن عام 2009م، في حين لم تتجاوز نسبة الزيادة في دارسي الإسبانية (10%) والفرنسية (2%) فقط، وهذا يثبت أن اللغة العربية لم تعد لغة محلية حبيسة داخل الدول المتحدثة بها، بل صارت لغة عالمية تلقى اهتماماً دولياً وإقبالاً واسعاً على دراستها وتعلمها. وتابع معالي الدكتور العثمان حديثه قائلاً: إن هذا الواقع المشرق للغة العربية يلقي على المهتمين بها مسؤولية المحافظة عليها والسعي إلى تعزيزها. وفي بلادنا المملكة العربية السعودية تجتهد حكومتها -يحفظها الله- على حفظ اللغة العربية ببناء المناهج الدراسية الجيدة، وافتتاح أقسام لها في عامة الجامعات السعودية، وتأسيس معاهد لتعليمها لغير الناطقين بها، بل وافتتاح مدارس ومراكز تعليمية في الخارج تساهم في نشرها. ويأتي هذا المؤتمر الذي تنظمه الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة خطوة مباركة في هذا الاتجاه، ولاسيما أن جانباً منه يناقش العلاقة بين اللغة العربية والتقنية ويعرض سبل استثمار التقنية الحديثة لخدمتها. وفي ختام تصريح معالي الدكتور عبدالله العثمان رفع أسمى آيات الشكر والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز – يحفظهم الله – لما يقدمانه من دعم ومساندة لجامعات المملكة، كما دعا الله أن يكتب النجاح لهذا المؤتمر ويوفق كل القائمين عليه والمشاركين فيه.