اسود أو مسود أو كثير السواد او اكحل واسمر سماره هي مسميات معروفة ومتداولة بين البشر يطلقونها على اللون الأسود. قد يعني للبعض منهم العتمة أو الظلمة يهابونها ويخافونها لأنهم لا يحبونها فهم تعودوا على النور الذي هو بالمثابة لهم الأمل والبصيرة والمسلك الامن والطريق القويم. ولكن عند المحبين والسمار وعشاق ورفاق وأصحاب الليل والسهر والوناسة والتودد والدلال يجدون في سواده الدامس الجليس والأنيس والبلسم المداوى المبدد لاهات وتنهدات القلوب. يشكون إليه معاناتهم وتلهفهم وحنينهم للأقربين لهم ولمن أحبوهم , إنه أبو الأسرار بهي السطوع ذو الطلعة المنيرة، فيه النجوم تتلألأ في كبد السماء لامعة بارقة فتضفي على الليل جمالاً ولمعاناً وبريقاً يلهم النفوس فتتناجى معها بحلو وعذب الكلام وتحلم وتتمنى بلقاء مؤنسيها والعزيزين إليها فتجسم وتسكن وتهدأ وترتاح. فهي قد وجدت ضالتها الضائعة فما عادت تبالي بالسواد والليل الغامق والمظلم فالنجوم المتوهجة والقمر المضيء كفلاء بأن يكون المساء وهاجاً وجديرا بان يحتفل به , وإن غاب اوخسف القمر بأمر خالقه ومسيره العلي العظيم رب ومالك الكون بالبديهة وحاجة بني البشر لتبديل السواد يشعلون الشموع ويوقدون المصابيح فتمحى وتطوى سواتره. أي إبداع وأي سحر واحساس ورومانسية ستحل في هذا الوقت , ستزيد الحنين الممزوج والمفعم بالأماني لتلاقي الهواة والهائمين اهل الوله والشوق بأحبتهم أوان الأمسيات بعيدين عن أعين الحساد والأعادي وكاشفي الأسرار وخبايا الأحباب لقد تجنوا عليهم وجرحوهم بالقول الباطل والقاسي والظن الآثم والغيرة منهم. ما أخطأ من علا بالصوت وردد وقال فى وصف السواد من أصحاب الرأي والحكمة والنظرة الثاقبة وبالتأكيد المقولة الراجحة ( لولا السواد غالي ما سكن في العين ). فالعيون السوداء آثرة وفاتنة وفاضحة كينونة مالكيها. لقد عرفت النساء خفايا وعجائب كحل العيون الأسود وما يحتويه من فوائد تزيد بهجتهن وطلعتهن وتجذبن قلوب الرجال لأنهن يزددن ملاحة وزينة وأناقة اضف إلى ما ترسخ بأفكارهن من سلفهن الماضي أن الكحل الأسود يجلي البصر ويمنح العين ورموشها التكامل الأنثوي والروعة والدلالة على أنهن سيدات الذوق الرفيع.و المكانة العاليه والوجاهة المحال ان تخفى. لا ابالغ او اوهم نفسى اذا افصحت واعلنت وتجرأت وقلت لك سيدتى ومعشوقتى ذات البشرة البيضاء أنت ارق واجمل لو لبست فستانا اسود وكان شعر رأسك طويلاً وأسود وتركتيه مسدلا يغطى كتفيك تداعبه نسمات الشذى العاطرة وتراقصه, صدقينى واسمحى لي بان اهمس لك بصوت خافت قائلا كم أتمنى ملامسة اناملى لطيفك واحضنك بنظراتى وازداد طمعا وكنت حلمى وأملي.