“كينوك” زعيم حزب بريطاني تقدم قبل سنوات بكامل قواه العقلية للاستقالة من الحزب بعدما انهزم لفترتين متتاليتين في الانتخابات البريطانية التي فاز فيها حزب المحافظين وقتها .. ذلك أن بعض زعماء العالم يهزون برؤوسهم بين أكتافهم بعد أن قادوا شعوبهم إلى التعذيب والموت وانهزموا شر هزيمة في معارك ذهب ضحيتها أبرياء لا ذنب لهم .. مليون إنسان ذهبوا ضحية قرار أهوج تنازل عنه قائد (الأشوس) في لحظة مزاجية خاصة لاوزن فيها “للإنسان” مع كل تلك المعاناة والموت لشعبه الذي يصحو عليها يومياً .. لم يفكر – مجرد تفكير – بالاستقالة من منصبه . لأن الاستقالة تعني في رأيه ضياع الشعوب الذين يقفون صفا واحدا مؤيدين ومصفقين و“مزمرين” كما يقف أهل كاليفورنيا وهاواي خلف القائد المظفر الذي رفع رأسهم عاليا لأنه لم ينحن ووقف صامدا أمام كل الهجمات التي استهدفت تاريخ الأمة ونضالها . “كينوك” كان واضحا في قراره ولم يلعب على الحبال كما يلعب ذلك “الأشوس” الذي يحمل أكثر من وجه لأنه يواجه العالم بوجه منهزم ذليل ويواجه شعبه ببطولات خارقة وانتصار لم يحققها غيره، ويواجه الآخرين بوجوه متعددة تحمل الأمن والأمان والرأفة والعطف في حين أنه يأكل الخبز بالأصابع التي تحمل في بصماتها دماء الأبرياء وهي نفسها التي تضغط على الزناد في حالة الشعور باهتزاز الكرسي .. الزناد الذي يقتل الآخرين وليس غير ذلك لأنه لا يملك الجرأة على الاستقالة بعد انكشاف أوراقه ولا يستطيع أن يطلق الزناد في الوقت والمكان المناسبين . تاتشر عندما رأت أن الوقت حان لمغادرتها نهائياً مقر رئاسة الوزراء بعد سنوات طويلة من النجاح لم تتوان في ترك المقر دون أن تطلق رصاصة واحدة في رأس من كان يدفعها للمغادرة .. يحق للشعب العربي أن يحلم بقيادات تنقذه من العذاب والموت ويحق له أن يحلم بأن قيادة تهوى الدم والاغتيالات عليها أن تستقيل لتريح وتستريح ..