عبدالله محمد الغشري.. لابد وان الكثيرين يعرفون جيدا هذا الاسم فهو مرتبط بكم وانتم مرتبطون به .. يكاد يميز جريدة “اليوم” لانه ملتصق بها وملتصقة به فمنذ خطواتها الاولى عاش داخلها كبرت “اليوم” والغشري مارس عمله حتى وفاته رحمه الله الاسبوع الماضي , مشكلته انه لايعرف الطرق الملتوية ويحدثك وكأنك طرف لقضية كبيرة لكنه في حقيقة الامر يمارس اسلوب حياته بهدوء وبراءة بإمكانه ان يحصل على سبق صحفي وفي نفس الوقت يحصل على خبر عادي جداً.. من مواقف الغشري انه التقى بمسؤول كبير ذات يوم وقال له بالحرف الواحد “القوة .. لماذا لا تعود الى عملك السابق” وعمله السابق هذا اقل وظيفة ومرتبة من عمله الحالي الغشري لم يكن يقصد اعادته لتلك “الوظيفة” وانما اراد ان يحسن من عمل ذلك الجهاز الوظيفي الذي اختلف انتاجه عن السابق بعد غياب هذا المسؤول عنه. اذكر انه قد تعرض لموقف حرج جداً حيث انهال عليه احدهم بالسب والشتم وكادت ان تمتد يده الى زميلنا الغشري لكن اهل الخير ابعدوا ذلك الشخص ويده عن جسم الزميل العزيز.. فجأة ابتسم الغشري بعد تلك المعركة وكأن شيئاً لم يكن فما كان من هذا الا ان جاء واعتذر عما حدث.. الغشري لطيف وظريف صاحب مواقف متعددة كان يكتب “للمعلومية حرر” تكاد تكون من انجح الزوايا في حينها لها قراء يتابعونها لانها تناقش مواضيع تمسهم وبأسلوب بسيط كبساطة الفقيد الغشري. احد الزملاء قال “يبدو ان هناك اكثر من غشري في اكثر من جريدة” وهذا دلالة على نجاح زميلنا الغشري الذي استمر مع “اليوم” منذ ولادتها منذ أكثر من اربعين عاما . مطلوب منا جميعا ان نكرم عبدالله الغشري لانه يستحق التكريم وراحل لم يرحل .