المساس بالعقيدة ، والتطاول على الأنبياء والرسل ، والقدح والطعن في ثوابت الدين الحنيف ، خط أحمر لا يسمح لأحد كائن من كان تجاوزه ، أو الاقتراب من حدوده بأي حال من الأحوال ، ذلك أن هذه الأمور حساسة للغاية وهي ليست للمساومة أو المزايدة أو المقايضة. حرق نسخ من المصحف الشريف في قاعدة أمريكية في باغرام بأفغانستان ، عمل طائش من حفنة موتورة شاذة تريد سكب الزيت على النار ، والهاب مشاعر أكثر من مليار وربع المليار مسلم ، لخلق بؤر توتر جديدة في العالم الإسلامي. إن اهانة المقدسات الدينية جريمة كبرى يجب ألا تمر مرور الكرام ، وهي سابقة خطيرة قد تشعل حروباً إذا ما تكرر الفعل ، وازداد الازدراء والامتهان والاستهزاء على الرموز الإسلامية. لقد تكررت عملية تدنيس المصحف الشريف في غوانتنامو المعتقل السيء الذكر ، وحاول متعصب كنسي أمريكي قبل عدة شهور احراق المصحف فيما اذا كان بُني مسجد بجانب مكان أحداث 11 سبتمبر 2001م ، في ابتزاز صارخ مفضوح ، أما الصور المسيئة التي رسمها الدنماركي متطاولاً على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد كانت داوية استنكرها العالم كله ، وشجبتها الدنيا جميعاً ، بيد أن الاعتذار وحده لا يكفي ، والإدانة لا تشفي الغليل ، وما اعتمل في الصدور ، وما علق في القلوب ، وإذا كان ليس ثمة ميثاق شرف عالمي يجرم مثل هذه الأفعال الشنيعة القبيحة ، فليس أهم من سن عقوبات رادعة حاسمة ناجزة بحق كل متطاول ومتجاوز على العقيدة الإسلامية ، ساعتها سيلقى كل مجرم عقابه الذي يستحق ، وسيكون رادعاً لغيره من المتطاولين والمجدفين والمهرطقين الخارجين عن منطق العقل السوي.