أدانت جامعة الدول العربية بشدة أية محاولات للاساءة الى الدين الإسلامي والمصحف الشريف من أي جهة كانت وبأي شكل كان. وقالت الجامعة في بيان لها امس انها تتابع بقلق بالغ الانباء التي كشفت عنها وسائل اعلام دولية حول تدنيس المصحف الشريف في معسكر غوانتانامو الامريكي وانها تنظر الى تلك الانباء على انها مدعاة لغضب كبير بين أبناء الدين الإسلامي الذين لا يتصورون ان يبلغ الاجتراء على معتقداتهم الى مثل هذا المستوى المتدني. ودعت الجامعة العربية الادارة الامريكية الى التعامل مع هذه الاتهامات بالجدية اللازمة وتطبيق اغلظ عقوبة ممكنة على كل من يثبت ضلوعه أو تخطيطه لمثل تلك الجريمة النكراء وتقديم الضمانات لعدم تكرار حدوثها والتقدم الى المسلمين باعتذار عنها خاصة وان امريكا قد اعلنت على لسان كبار المسؤولين منها احترامهم للدين الإسلامي. الى ذلك اعربت الامانة العامة لرابطة العالم الإسلامي عن استياء المسلمين والمنظمات الإسلامية في العالم عن انتهاك حرمة القرآن الكريم وتدنيسه في سجن غوانتانامو في كوبا وفق مانشرته مجلة نيوزويك الامريكية. وطالبت في بيان اصدره امس معالي الامين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الجهات المختصة في الولاياتالمتحدة بايضاح الحقيقة واجراء تحقيق حول ما تناقلته وسائل الاعلام بشان قيام محققين في سجن غوانتانامو بتدنيس نسخ من القرآن الكريم و تمزيق صفحاتها ودوسها بالاقدام خلال عمليات استنطاق بعض المعتقلين. وقال الدكتور التركي ان رابطة العالم الإسلامي والشعوب والمنظمات الإسلامية الممثلة فيها اذ تستنكر ما تناقلته وسائل الاعلام وتؤكد على ضرورة اجراء تحقيق سريع حول هذا الموضوع واتخاذ اجراءات رادعة لمحاسبة من يثبت تورطهم فيه بما يمنع تكرار هذا الحادث المشين ويحافظ على مشاعر المسلمين في العالم. الى ذلك أدان مجمع الشيخ أحمد كفتارو مفتي سورية السابق كل اعتداء يستهدف مقدس أي أمة من الأمم وأكد في بيان وصل ل «الرياض» على احترام حق الإنسان في اعتقاده خاصة «وأن ثوابت إيماننا أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله»، وطالب البيان الحكومة الأمريكية بمحاكمة ومعاقبة أولئك الذين تجرأوا على القرآن الكريم ومحاسبتهم وتقديم اعتذار لمليار وثلث مليارمسلم يمثلون حوالي 22 ٪ من سكان الأرض. وشدد البيان على أن ذريعة أمريكا في مكافحة الإرهاب ونشر الديمقراطية في العالم تتعارض تماما مع ما يشهده من ممارسات لا إنسانية ولا أخلاقية بحق سجناء غوانتنامو وأبو غريب وغيرهما وامتهان كرامتهم ثم أخيرا تدنيس مقدسهم. ودعا المجمع الإدارة الأمريكية إلى احترام الإنسان والتخلي عن غطرسة القوة لأن في ذلك تطرفا وتشددا ملحوظا في التعامل مع الآخر وإن كان مخالفا في الرأي الأمر الذي يخشى معه أن يفرز تطرفا مضادا وعنيفا زائدا كتعامل بالمثل لا سيما وأن ممارسات شائنة تحصل على يد من يحمل علم أمريكا ويتكلم باسمها الأمر الذي يقتضي إنصافا وعدلا واحتراما لإنسانية الإنسان.في غزة استنكر الشيخ نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي قيام جنود امريكيين بتدنيس القرآن الكريم في معتقل «غوانتنامو»، حيث اقدم جنود امريكيون على رمي القرآن في المراحيض. وقال عزام في تصريح له: «نحن لم نفاجأ بهذا التصرف الاستفزازي، والذي يمثل اهانة بالغة لكل مسلم واهانة بالغة لديننا»، موضحاً ان «سياسة امريكا تشجع بلاشك على الاستمرار في مثل هذه التصرفات الهمجية، مشيراً الى ان ما حصل في سجن ابو غريب قاد الى ما حدث في سجن «غوانتنامو». واعتبر القيادي في الجهاد ان امريكا تتعامل مع المسلمين على انهم ليسوا من البشر ولا اعتبار لهم عندها، وذلك في ظل السياسة الامريكية المنحازة ل (اسرائيل)، والهادفة الى اذلال الامم والشعوب الأخرى. واضاف انه «من الطبيعي ان تحدث هذه التصرفات الشاذة في «غوانتانامو»، ومن الطبيعي ان تتعامل امريكا مع الاسرى على انهم حيوانات لان هذه سياساتها المعادية للعرب والمسلمين على حد تعبيره. واكد على ان هذه التصرفات الهمجية واللااخلاقية تزيد من حالة التوتر في العالم بأسره، وتدفع باتجاه مزيد من الكراهية لامريكا ولحليفتها (اسرائيل)، وتعمق العداء ضدهما. وقال عزام: «اننا في فلسطين نعبر عن بالغ استيائنا من هذه التصرفات اللااخلاقية، ونؤكد على ان امريكا عدو لنا كما (اسرائيل)، ونطالب الحكومات العربية مجدداً بإعادة النظر في العلاقات مع امريكا، واعادة تقييمها سياسياً واقتصادياً وعلى جميع المستويات». في كابول وضعت قوات الامن الافغانية والاجنبية في حالة تأهب امس السبت تحسبا لتظاهرات جديدة استنكارا لما ذكر عن تدنيس المصاحف في معتقل غوانتانامو الاميركي (كوبا) وبعد سقوط 14 قتيلا في افغانستان في تظاهرات استنكار خلال الايام الاربعة الماضية. وقال العقيد عبد الحكيم من شرطة كابول لوكالة فرانس برس ان مجمل قوات الامن الافغانية «في حالة تأهب». اما القوة الدولية المعروفة باسم ايساف التي تضم وحدات من الحلف الاطلسي وقوات التحالف الاميركي فقد «وضعت هي الاخرى في حالة تأهب للمساعدة في اجلاء الناس عند وقوع اعمال عنف كما حدث في فيض اباد» شمال شرق البلاد وفق مصادر القوات الدولية. وقالت المصادر نفسها لوكالة فرانس برس ان «القوات الدولية تعقد اجتماعات كل يوم بشأن التظاهرات لكننا حتى الان نترك الامر للقوات الافغانية لان الحكومة يجب ان تبدو في موقع من يدير العمليات». واضافت «لكن اذا ما ساءت الامور فان القوات الدولية تتدخل عندئذ». وكانت التظاهرات المعادية للاميركيين التي اندلعت الثلاثاء في شرق افغانستان سرعان ما امتدت الى خمس عشرة مقاطعة وسقط فيها 14 قتيلا على الاقل بينهم سبعة الجمعة واكثر من 120 جريحا. واعتبرت هذه التظاهرات اكبر تحرك معاد للاميركيين منذ سقوط نظام طالبان في تشرين الثاني/نوفمبر 2001. والجمعة قتل ثلاثة اشخاص في تظاهرات اندلعت في غزني (جنوب شرق) وثلاثة اخرون في فيض اباد كبرى مدن مقاطعة بدخشان وقتيل واحد في غرديز. وقد بدأت التظاهرات بعد ان نشرت مجلة نيوزويك الاميركية معلومات حول قيام عدد من المحققين الاميركيين في غوانتانامو في كوبا بتدنيس المصاحف والقائها في دورات المياه. الى ذلك قالت صحيفة افغانية اليوم السبت ان الولاياتالمتحدة يجب ان تعتذر للمسلمين عن التدنيس الاحمق للقرآن الذي ادى الى تعزيز ايادي المتعصبين وقوض جهود بناء الديمقراطية. وانتشرت الاحتجاجات في انحاء العالم الاسلامي امس الجمعة ونزل الوف الى الشوارع في باكستان واندونيسيا وغزة. وحاولت الولاياتالمتحدة تهدئة غضب المسلمين قائلة ان ازدراء القرآن بغيض ولن يتم التسامح معه وان السلطات العسكرية تحقق في المزاعم. لكن صحيفة «أوتلوك» قالت ان الولاياتالمتحدة يجب ان تفعل المزيد. وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي «يجب على الحكومة الامريكية ان تعتذر رسميا لمسلمي العالم عن تدنيس القرآن هذا العمل الذي يدمي القلوب ... وان تعتقل على الفور وتعاقب المسؤول عن ذلك.»