اختتمت الشركة السعودية للكهرباء فعاليات ملتقى الجودة 15 (نحو التميز المؤسسي) ، الذي عقد في الرياض بمشاركة أكثر من (800) مختص وأكاديمي على مدى يومين في مناقشة أوراق العمل التي طرحت من قبل خبراء من 7 دول أوروبية وأمريكية وشرق آسيوية إضافة إلى المملكة. وتناول اليوم الثاني مناقشة تجارب خبراء متخصصين في الجودة في شركات الكهرباء ودراسات متخصصة أجروها في بلدانهم ودول أخرى من بينها ورقة عمل لأحد مؤسسي جائزة الجودة الأوربية (إي إف كيو إم) البروفيسور (تيتو كونتي) الذي أشار إلى أن ثورة الجودة بدأت في ثمانينات القرن الماضي بعدما أثارت جودة الشركات اليابانية خاصة في مجال السلع المعمرة غيرة الشركات الأمريكية ودخلت معها في حرب رد فعل للهجوم التجاري القائم على الجودة الذي انتهجته الشركات اليابانية ، مبيناً أن الفلسفة اليابانية حول إدارة الجودة بدأت دراساتها في السبعينات ، حيث ساعد البحث العلمي والتسويقي حول الانحدار الكبير لليابانيين على اكتشاف أسباب الضعف وتمهيد الطريق لاكتشاف سريع للمنافسين الغربيين في العديد من القطاعات الذين اكتشفوا سر الجودة التي مكنتهم من تسيد أسواق السلع المعمرة ولزمن قريب ولم يكن لهم منافسين على نفس القدر خلال تلك الحقبة. وأبان كونتي أن (العصر الذهبي للجودة) استمر لمدة عقدين ليشمل شركات وحكومات في الغرب وفي الاقتصاديات الناشئة في الشرق الأقصى ، تم فيه الوصول لنتائج غير مسبوقة وتم إقرار الجودة وللمرة الأولى كإستراتيجية للمنافسة ، وفي نهاية القرن العشرين بدأ الانحدار من طرفي العالم ، وفي القرن الحادي والعشرين شهد بداية التدهور في مفهوم الجودة عند كبار المسؤولين التنفيذيين ووسائل الإعلام التجارية ، مشيراً إلى أن هذا التدهور لا يزال مستمراً. وأشار أحد منسوبي شركة الكهرباء في كوريا البروفيسور (جيووك سنونج) في ورقة عمل قدمه خلال الملتقى إلى الأعطال التي قد تظهر في محطات التوليد وكيف أنها قد تتسبب في حوادث خطيرة ، مؤكداً أنه يجب أن تكون هناك طريقة لتحديد الضرر وطريقة الفحص ونتيجة التشخيص وعامل التسارع في التصميم والتشغيل لتقليل مخاطر الأعطال ، حيث أنه من خلالها يتحدد القصور الوظيفي وعامل القصور على أساس وظيفة المعدة لنظام التصنيف في وظيفة المعدة ، لافتاً النظر إلى أن استراتيجية الصيانة الوقائية المعتمدة على خصائص وحالات المعدات تعمل على تحسين وثبات المحطة أكثر من تلك التي تعتمد علي الإرشادات العامة والخبرة الذاتية ، حيث أن الصيانة على أساس المخاطر هي (تقنية صيانة) تقوم على خاصية التدهور والأعطال ومن الممكن أن تسهم في إيجاد استراتيجية صيانة وقائية. واستعرضت في الجلسة الأخيرة ورقة علمية لمنسوب الشركة الوطنية الماليزية للطاقة للمهندس (أزنير عبدالمالك) الذي عرض تجربة الشركة وكيف تحولت من شركة محلية لتوليد ونقل وتوزيع الطاقة بماليزيا إلى شركة عالمية من خلال إتباع أسلوب مدمج للامتياز والجودة الشاملة ، وذلك لتحقيق النقلة النوعية لتصبح شركة عالمية . وتطرق رئيس كرسي (جيوران) الخبير البريطاني الدكتور محمد زائيري في ورقة عمل قدمها خلال الجلسة الأخيرة لإدارة الجودة الشاملة والتقدم الملحوظ في جودة المنتجات والخدمات وأساليب الجودة المتبعة لوضع الزبائن في الصدارة وقيادة التميز التنظيمي من خلال الإبداع والتفكير في الممارسات الأفضل. ، مبينا التحديات التي تواجه الجودة في القرن الحادي والعشرين والتي تعود بصورة أساسية إلى تدفق التكنولوجيا الجديدة القائمة على الانترنت مثل التجارة الالكترونية والحكومة الالكترونية. وفي ختام الجلسات تم فتح باب الحوار والنقاش أمام الحضور ، حيث تبادلوا المناقشات والأسئلة حول الجودة وسبل تفعيلها في الشركة السعودية للكهرباء بشكل أكبر في المستقبل القريب.