أكد البروفيسور تيتو كونتي وهو أحد مؤسسي جائزة الجودة الأوروبية، أن نهاية القرن العشرين شهدت انحداراً في الجودة من طرفي العالم، والقرن الحادي والعشرين شهد بداية التدهور في مفهوم الجودة عند كبار المسؤولين التنفيذيين ووسائل الإعلام التجارية، ولا يزال هذا التدهور مستمراً. وأكد كونتي أمس في ختام فعاليات ملتقى الجودة ال «15» الذي نظمته الشركة السعودية للكهرباء بالرياض أن «العصر الذهبي للجودة» استمر لمدة عقدين، وشمل شركات وحكومات في الغرب وفي الاقتصاديات الناشئة في الشرق الأقصى، وتم فيه الوصول لنتائج غير مسبوقة وتم إقرار الجودة وللمرة الأولى كإستراتيجية للمنافسة مشيراً إلى أن ثورة الجودة بدأت في ثمانينيات القرن الماضي بعدما أثارت جودة الشركات اليابانية خاصة في مجال السلع المعمرة غيرة الشركات الأمريكية ودخلت معها في حرب كرد فعل للهجوم التجاري القائم على الجودة الذي انتهجته الشركات اليابانية، وبين «كونتي» أن الفلسفة اليابانية حول إدارة الجودة بدأت دراساتها في السبعينيات، حيث ساعد البحث العلمي والتسويقي حول الانحدار الكبير لليابانيين على اكتشاف أسباب الضعف وتمهيد الطريق لاكتشاف سريع للمنافسين الغربيين في العديد من القطاعات، ومن هنا اكتشفوا سر الجودة التي مكنتهم من تسيد أسواق السلع المعمرة ولزمن قريب ولم يكن لهم منافسون على نفس القدر خلال تلك الحقبة. كما تحدث البروفيسور «جيووك سنونج» من شركة كهرباء كوريا حول الأعطال التي قد تظهر في محطات التوليد وكيف أنها قد تتسبب في حوادث خطيرة. مؤكداً في ورقته أنه يجب أن تكون هناك طريقة لتحديد الضرر وطريقة الفحص ونتيجة التشخيص وعامل التسارع في التصميم والتشغيل لتقليل مخاطر الأعطال. ومن خلالها يتحدد القصور الوظيفي وعامل القصور على أساس وظيفة المعدة لنظام التصنيف في وظيفة المعدة. مشيراً إلى أن استراتيجية الصيانة الوقائية المعتمدة على خصائص وحالات المعدات تعمل على تحسين وثبات المحطة أكثر من تلك التي تعتمد علي الإرشادات العامة والخبرة الذاتية، فالصيانة على أساس المخاطر هي تقنية صيانة تقوم على خاصية التدهور والأعطال يمكن أن تساهم في إيجاد إستراتيجية صيانة وقائية. الجلسة الأخيرة استعرضت أيضاً ورقة علمية للمهندس «أزنير عبد المالك» من الشركة الوطنية الماليزية للطاقة، والخبير البريطاني الدكتور محمد زائيري رئيس كرسي «جيوران» في إدارة الجودة الشاملة والتقدم الملحوظ في جودة المنتجات والخدمات، وناقش الملتقى الذي أقيم تحت عنوان «نحو التميز المؤسسي» بحضور قرابة 800 مختص وأكاديمي على مدى يومين، أوراق العمل التي طرحها خبراء من 7 دول أوروبية وأمريكية وشرق آسيوية إضافة إلى المملكة. حيث شهد الختام جلسات حوار مفتوح حول الجودة وسبل تفعيلها في الشركة السعودية للكهرباء بشكل أكبر في المستقبل القريب.