القرارات التي اتخذتها الجامعة العربية مؤخراً وفرضت فيها عقوبات فورية على سوريا شكلت ما يمكن أن يكون عزلة قاسية لسوريا من أشقائها العرب . وقد تبع ذلك مواقف مماثلة من بعض دول الجوار لسوريا حيث أعلنت تركيا أنها ستفرض عقوبات اقتصادية على نظام الرئيس بشار الأسد كما أن تركيا التي استقبلت أمواجاً من اللاجئين الفارين من بطش الأسد قد هددت باقامة منطقة عازلة وفي هذا تطور خطير قد يقود إلى صدام مسلح بين بلدين جارين لتزداد الأزمة السورية تعقيداً على تعقيدها .. وبالأمس عقد في جدة اجتماع طارئ لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي لبحث الوضع في سوريا وسط دعوات سابقة من المنظمة لسوريا أن تلجأ إلى الطرق السلمية في التعامل مع شعبها وأن تقوم بالاصلاحات التي وعدت بها حتى تجنب سوريا التدخلات الدولية ورفضاً من جانبهم لتدويل الوضع في سوريا من المرتقب أن يبعث وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بلجنة للاطلاع على الاوضاع في سوريا .. وهذه فرصة حقيقية وجادة أمام سوريا لانتهاز زيارة هذه اللجنة واعلان التعاون الكامل معها. فلم يعد من مخرج لسوريا الآن سوى وقف العنف واجراء الاصلاحات اللازمة والا فان الوضع سيزداد سوءاً وستغرق سوريا في مزيد من الفوضى.