لا أبالغ اذا قلت انني اول من كتب عن ظهور القنوات الفضائية التي تعنى بالتراث الشعبي (شعرا ونثرا) ومنها قناة السيوف والنتائج المثمرة التي ستضفيها على مسيرة الادب الشعبي لدينا من شعر ونثر وعرضة وتراث قديما وحديثا. | وقد لمسنا جميعاً نجاح هذه القنوات والتنافس الشريف بينها فيما يخدم الرسالة التي تضطلع بها كل قناة. | وقد اشرت في مقالة ثانية عن تنوع بعض برامج هذه القنوات ومنها قناة السيوف التي لم تقتصر على ممارسة الشعر والعرضة والمحاورات واللقاءات وما يدور في محيطها فحسب.. بل اوجدت برامج أخرى مساندة صحية وتوعوية وتعليمية وتاريخية وآثارية واجتماعية، تسهم بها في بناء المجتمع وتواكب حركة النهضة المباركة التي تعيشها بلادنا في شتى مجالات الحياة .. بدعم ومتابعة نهضتنا المطردة التي يمسك بزمام مسيرتها الموفقة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده يحفظهم الله. | ومن برامج قناة السيوف الجديدة المفيدة التي لقيت اقبالا وترحيبا من جمهور المشاهدين والمتابعين على حد سواء.. برنامج (في ربوع الجنوب) من تقديم الاستاذ عبدالله الرزقي المتخصص والباحث في الاثار. | ويهتم البرنامج بالمناطق التاريخية والاثارية التي لم يسلط عليها الضوء (اعلامياً) رغم انها معروفة في كتب التاريخ لكنها لم تخدم اعلامياً. | وقد شرفت بمشاهدة هذا البرنامج في حلقاته الثلاث (وادي بيده، وتنومة، وجبل شدا الاعلى والأسفل). | وقد وفق المقدم في المعلومة التاريخية والاثارية وثبت مصادرها، ومما زادها تألقا ونجاحا الصور التعريفية للأمكنة والاثار التي واكبت حلقات البرنامج. | تحية للقائمين على هذه القناة وفي مقدمتهم صاحبها ومؤسسها الشيخ الشاعر : سعيد الحداوي ولمقدم برنامج (في ربوع الجنوب) الاستاذ الباحث عبدالله الرزقي ومزيدا من التألق والابداع. همسة الاسبوع في دولة عربية شقيقة وفي احدى جامعاتها جلست الى جانب مجموعة من طلاب البكالوريوس العرب في فترة الفسحة والانتظار وفي ثنايا الحديث معهم اتضح لي ان من بيهم طلاب وطالبات من المملكة العربية السعودية فسألت احدهم لماذا لم تدرس في جامعات البلاد؟ فقال لم أقبل فاضطر ولي امري الى تدريسي خارج البلاد وبرسوم واجور سكن ومصاريف اخرى اضافة الى الغربة التي نعاني منها. وهنا اتساءل: من المسؤول عن وجود هذه الظاهرة فالدولة لم تقصر وايادي خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله تنبض بالعطاء المستمر على التعليم وطلابه؟. أتمنى من المسؤولين في التعليم العالي وجامعاتنا .. بحث هذه الظاهرة وايجاد الفرص التي تمكن طلابنا من التسجيل في جامعاتنا.. مهما كانت نسبهم.. فهناك دول فقيرة وطلابها أكثر من طلابنا ومع ذلك تستوعب جامعاتها كل خريجيها مهما كانت نسبهم ولا تضطرهم للهجرة (دراسياً) خارج البلاد وبالله التوفيق.