هي ليست كلمات رثاء أعبر من خلالها عن حزن أصابني لفقد عزيز كان بالأمس بيننا ، ولا هي ترجمة لشخصية ولدت وترعرعت ببطحاء مكةالمكرمة ، ولاهي سيرة لمطوف عمل في خدمة حجاج بيت الله الحرام عقودا طوال . لكنها كلمات حزن نبعت من قلب تألم لفقد أخ عزيز ومطوف قدير عرفته مطوفا قبل عدة عقود يوم كانت الطوافة تسير بالنظام الفردي فكان مكتبه الواقع بحي الهجلة ملاصقا لمسجد صغير عرف بمسجد محمد حسين . وكان الحجاج القادمون من دول جنوب آسيا كلما أنهوا صلواتهم بالمسجد توجهوا له مباشرة تارة لشرب الشاي وتارة أخرى للحديث مع مطوفهم الذي ارتبط بهم وارتبطوا به ومن شدة عشقه للحجاج كان البعض من المطوفين يلقبونه بابن الحجاج أولا لصغر سنه وثانيا لحرصه الشديد على أن يقدم الخدمة للحجاج مباشرة . وابن الحجاج هو المطوف / محمد صالح محمد حسين رحمه الله رئيس مكتب الخدمة الميدانية رقم (43) بمؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا الذي لم يكن عشقه لقاصدي بيت الله الحرام منحصرا على الحجاج وحدهم فكما عشق الحجاج وتولع بهم عشق المعتمرين أيضا فقدم لهم خلال شهر رمضان المبارك الماضي خدمة جيدة تمثلت في إنشاء مركز إرشاد المعتمرين التائهين كأول مركز متخصص في إرشاد المعتمرين التائهين من كبار السن والعجزة والنساء ويقدم خدمات إنسانية مجانية جليلة تتمثل في إيواء التائه أولا وإدخال الطمأنينة إلى نفسه وإكرامه بالماء والعصير البارد كما أن المركز مزود بفريق عمل ميداني مكون من شباب سعودي على قدر عال من المعرفة بمداخل ومخارج وطرقات مكةالمكرمة لاسيما المنطقة المركزية التي تتواجد بها غالبية فنادق المعتمرين وزائري بيت الله الحرام وقد زود المركز بشبكة من وسائل الاتصال الحديثة المرتبطة بفنادق مكةالمكرمة وعربتين كهربائيتين (غولف) لإيصال التائهين إلى أماكن سكنهم أو إلى الحرم المكي الشريف. ورغم كل ماقدمه ابن الحجاج المطوف / محمد صالح محمد حسين رحمه الله من خدمات متميزة لضيوف الرحمن فقد كان رحمه الله حريصا على المتابعة الدقيقة لكافة الأعمال المتعلقة بالحجاج لتأتي نهايته المؤلمة على قلوب أسرته وأصدقائه والسعيدة له قبل ساعات من تحرك الحجيج صوب مشعر منى لقضاء يوم التروية في حادثة سير ليكون بحق شهيد الحجيج . وأملنا في رئيس وأعضاء مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا أن يمنحوا ابن الحجاج وشهيد الحجيج المطوف / محمد صالح محمد حسين رحمه الله حقه من التكريم فان كرم في حياته فان تكريمه وهو متوفى واجب لتظل ذكراه مترسخة بأذهان الأجيال القادمة من خلال تنفيذ برنامج خدمي للحجاج أو إصدار كتاب يتناول سيرته وانجازاته طوال حياته فقد كان رحمه الله مدرسة جامعة لخدمات الحجاج .