ستظل سوريا وعلى مدى طويل محط الأنظار والاهتمام حتى تتجاوب مع تطلعات الشعب وتتخلى النخبة الحاكمة عن العنف أو ستظل وتيرة الضغوط متواصلة حتى تتضح الرؤية في أي مستقبل سيحل بسوريا بعد زوال النظام الحالي إذا ما أصر على سياسته الحالية في مواجهة شعبه بآلة العنف التي يستنكرها الجميع. ويبدو أن الخطوة القادمة ستكون في تدخل دولي مباشر في سوريا من أجل حماية المدنيين ، مثلما كان هناك تدخل مباشر لحماية المدنيين في ليبيا .. وإن كان سيناريو ليبيا في الوقت الراهن بعيد الاحتمال ، لحساسية المنطقة وقابليتها للتفجر الواسع الذي قد يدخل أطرافاً أخرى في الصراع غير مرغوب في دخولها الآن. ولكن اللافت أن سوريا تعاملت مع قرار الجامعة العربية الأخير بكثير من العصبية وتجلى ذلك في الشتائم التي وزعها المندوب السوري في الجامعة يمنة ويسرة كما تجلى في الاعتداءات على بعض مقار السفارات العربية في دمشق في انتهاك واضح لمبادئ الأعراف الدبلوماسية. نأمل أن تتحلى سوريا بالحكمة وأن تتعقل في مقبل الأيام حتى لا تتضاعف عليها الضغوط وأن تحاول بقدر الامكان تلبية مطالب الشعب ووقف العنف حتى لا يسقط المزيد من القتلى من أبناء الشعب السوري.