وقعت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية مع جامعة الملك سعود أمس الأربعاء مذكرة تفاهم لتنفيذ مشروع ترجمة مقالات من عشر لغات أجنبية إلى اللغة العربية، وذلك بهدف إثراء المحتوى العربي الإلكتروني لتوفير المعلومات المفيدة لمتصفحي الإنترنت ضمن مبادرة الملك عبد الله للمحتوى العربي التي ترعاها المدينة . ويأتي المشروع بعد النجاح الذي حققه مشروع ويكي عربي 1 الذي تم من خلاله ترجمة أكثر من 2100 مقالة علمية من اللغة الإنجليزية إلى العربية زاد بها محتوى ويكيبيديا العربية 4% وزارها أكثر من 800 ألف متصفح في فترة وجيزة، حيث تم الانتهاء من ترجمتها في شعبان 1432ه، وزار بعض مقالاتها ما يقرب من 70 ألف قارئ، الأمر الذي يكشف عن مدى حاجة القارئ العربي وتعطشه إلى المعلومة العلمية. وقد وقع على المذكرة من طرف المدينة نائب الرئيس لدعم البحث العلمي الدكتور عبد العزيز بن محمد السويلم ومن الجامعة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور علي بن سعيد الغامدي. وتتكفل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بموجب هذه المذكرة بتوفير البنية التحتية للمشروع، والحوافز للمشاركين فيه، بينما تتولى جامعة الملك سعود ممثلة في كلية اللغات والترجمة إدراج ترجمة مقالات ويكيبيديا ضمن متطلبات الدراسة في الكلية، حيث يطمح المسؤولون في المدينة والجامعة بأن يكون لهذا المشروع أثره على المحتوى العربي وعلى إكساب الطلاب مهارات استخدام وتوظيف تقنية المعلومات لإثراء المحتوى العربي. وأفاد نائب رئيس المدينة لدعم البحث العلمي الدكتور عبدالعزيز السويلم بأن توقيع مذكرة التفاهم هذه يأتي ضمن مشروع واسع يهدف إلى ترجمة مقالات ويكيبيديا إلى العربية، وقد أنجز منه المرحلة الأولى وهي ويكي عربي 1 الذي ساهمت فيه الجامعات السعودية، وفازت به جامعة طيبة،وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك فيصل . وأوضح الدكتور السويلم أنه تم وضع المعايير اللازمة لضبط وجودة المحتوى العلمي للمادة المترجمة، مشيراً إلى أن مشروع ويكي عربي 2 سيكون على مستوى العالم العربي، ومتاحاً لجميع الجامعات العربية، معرباً عن أمله في أن يشكل نقلة نوعية في مجال الترجمة وإثراء المحتوى العربي على الإنترنت لتوفير مصادر المعرفة باللغة العربية لجميع الناطقين بها . من جهته أكد وكيل جامعة الملك سعود للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور علي بن سعيد الغامدي أهمية هذا المشروع الحيوي الذي يمثل دعماً كبيراً للحركة العلمية والبحثية في الجامعات وعلى وجه الخصوص طلبة الدراسات العليا الذين سيجدون فيه مرجعاً علمياً ثرياً ومهماً يساعدهم في تحصيلهم العلمي، مشيداً في الوقت نفسه بدور مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الحيوي والهام في دعم هذه المبادرة، وفي كافة المبادرات التي تهتم بتوفير المعلومات ونشر ثقافة المعرفة ودعم الموهوبين . يذكر أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تعمل حالياً بالتعاون مع الجهات المعنية لوضع إستراتيجية لإثراء المحتوى المحلي والعربي، وخطة لتنفيذها تتواءم مع الخطط المعتمدة في مجالات العلوم والتقنية والاتصالات وتقنية المعلومات، وسوف تقوم هذه الإستراتيجية بتحديد أدوار الجهات المختلفة بطريقة تكاملية ويتم من خلالها الوصول إلى آليات محددة تهدف إلى إثراء المحتوى العربي.