قبل ملك الأردن عبدالله الثاني أمس الاثنين استقالة حكومة معروف البخيت، وكلف عون الخصاونة تشكيل حكومة جديدة. وأكدت مصادر مطلعة أن البخيت قدم أمس استقالة حكومته للملك، كما استقبل الخصاونة وكلفه تشكيل حكومة جديدة. وجاءت إقالة حكومة البخيت بعد تسعة أشهر من تعيينها من قبل العاهل الأردني مطلع فبراير الماضي، بعد أن قبل استقالة حكومة سمير الرفاعي التي جرى تغييرها بعد 40 يوما فقط على حصولها على ثقة قياسية من البرلمان (111 صوتا من أصل 119). وكان الخصاونة قد تولى منصب رئيس الديوان الملكي في نهاية عهد الملك الراحل الحسين بن طلال، ويعمل حاليا قاضيا في محكمة العدل الدولية بلاهاي. وينتظر أن يصدر كتاب التكليف الملكي لحكومة الخصاونة ويتضمن بحسب مراقبين مطالبة الحكومة بالبدء في مرحلة الإصلاح السياسي وخاصة وضع قانون انتخاب متوافق عليه بين الحكومة وقوى المعارضة والحراك الشعبي. وفي السياق ذاته عين العاهل الأردني الاثنين اللواء فيصل الشوبكي مديرا للمخابرات الأردنية خلفا للفريق محمد الرقاد. وأكدت مصادر مطلعة أن الشوبكي باشر مهام عمله ابتداء من أمس مديرا للمخابرات العامة خلفا للرقاد الذي تسلم مهام منصبه منذ نهاية عام 2008. والشوبكي هو السفير الأردني الحالي لدى المملكة المغربية، وعمل سابقا في جهاز المخابرات العامة مديرا للعمليات ثم مديرا للمكتب الخاص قبل أن يحال إلى التقاعد ويعين سفيرا لدى الخارجية الأردنية. وتزامنت هذه التغييرات في المناصب العليا في الدولة الأردنية مع توتر سياسي تشهده البلاد تصاعد في الآونة الأخيرة إثر تكرار هجمات من يعرفون بالبلطجية على مهرجانات ومسيرات مطالبة بالإصلاح، وصلت فعاليات حضرها رئيس الوزراء ومدير المخابرات الأسبق أحمد عبيدات والمعارض البارز ليث شبيلات. وبحسب مراقبين فإن من شأن هذه التغييرات أن تعيد الحياة إلى الحوار المنقطع بين الحكومة وقوى المعارضة والحراك الشعبي التي رفضت كل الدعوات إلى الحوار مع حكومة البخيت واتهمتها بأنها جزء من الأزمة لا من الحل. كما تزامنت هذه التغييرات مع بدء حوار مرتقب خلال أيام بين جماعة الإخوان المسلمين والديوان الملكي برعاية مباشرة من الملك عبدالله الثاني. وأكد الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين جميل أبو بكر أن الجماعة تلقت دعوة للحوار وأنها شكلت وفدها للحوار آملا أن يكون الحوار منتجا.