بينت دراسة حديثة أجراها العاملون في جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية الخاصة بالمركز العربي لدراسات الجينوم (الوراثة) أن سرطان الثدي هو من أكثر الأمراض الخبيثة شيوعاً بين النساء في الإمارات، وتشير الدراسة إلى أن سرطان الثدي يصيب هؤلاء النسوة قبل عشر سنوات من العمر الذي تم ملاحظته لإصابة النساء في الدول الأوروبية به. ومما لا شك فيه أن هذه الإحصائيات خطيرة جداً. غير أن ما يفوق ذلك إزعاجاً هو ظهور مجموعة جديدة من الدلائل التي تشير إلى أن تلوث البيئة بالمواد الكيماوية المستخدمة في صناعة الكلور (المستخدمة في تبييض الملابس) قد تكون سبباً مهماً من أسباب الإصابة بسرطان الثدي. ومن بين المواد المشتبه في صلتها بالتسبب في سرطان الثدي مواد الأورجانوكلورين organochlorine وهي فئة من الكيماويات الصناعية التي يتم تصنيعها من الكلور والمواد العضوية التي تحوي في تركيبها عنصر الكربون. ومواد الأورجانو كلورين قد تكون شديدة السمية، حتى لو تم التعرض لجرعات صغيرة جداً منها. وتتراكم هذه المواد بشكل كبير جداً في جميع أنحاء كوكب الأرض. ومن بين الآثار المترتبة على التعرض لهذه المواد الإصابة بالسرطان. وبينت نتائج دراسة أجريت في الولاياتالمتحدة بأن (النساء المصابات بسرطان الثدي كانت مستويات الأورجانوكلورين (منتجات الكلور) في أنسجة الثدي لديهن أعلى بنسبة تراوحت بين 50 و60 بالمائة من النساء غير المصابات بالمرض). وتضمنت جميع الدراسات الخاصة بهذا الموضوع نتيجة صدمت الجميع، وهي أن ما يزيد على ثلثي التعرض السلبي (الضار) للكلور كان نتيجة لاستنشاق تلك المواد وامتصاصها عن طريق الجلد من ملامسة المياه. لذا، فمن الواضح بأن الكلور يمثل تهديداً خطيراً على صحتنا، وعليه يجب العمل على إزالته من منازلنا، وعدم استخدامه عند غسل الملابس. ويقودنا هذا إلى السؤال الملح وهو: كم منا يستخدم الكلور في الغسيل؟ يعتبر استخدام الكلور في غسيل الملابس بمثابة قنبلة موقوتة. فالكثير من الأمراض الخطيرة مثل السرطان هي حالات تعزى للمياه المعالجة بالكلور. لذا، فإن استخدام المياه المحتوية على الكلور في غسيل الملابس يشكل خطراً كبيراً على صحة الإنسان، إن لم يكن مميتاً. فما هو من الصفات الجيدة للكلور هو في الوقت ذاته من سلبيات استخدامها. وفي حين أن الكلور تقوم بدور التعقيم وقتل المخلوقات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والفطريات، فإننا حين نستخدمها في غسيل الملابس نقتل جزءاً حياً منا فعلاً. وتبرز هنا ضرورة الاستغناء تماماً عن الكلور، للحفاظ على صحتنا وحياتنا. فإن لم نتوقف عن استخدام الكلور ستكون النتيجة ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الثدي أكثر!