تموج هذه الأيام هوايات شبابية بتقليعات غريبة نرى وجوهاً ممسوخة.. وقصات جنونية.. وشورتات وفانيلات تضيق بالأجساد وإن كانت نحيفة.. ميوعة لا يسعك إلا أن تضرب كفاً بكف!!. والأدهى والأمرّ من ذلك أن الموضة لم تقتصر على الجينز وقصات الشعر بل ذهبت الى أبعد من ذلك بكثير حيث درج البعض مع الأسف الشديد في الآونة الأخيرة على وضع مساحيق التجميل وربما أحمر الشفاة!!. ساقني القدر نهاية الأسبوع المنصرم الى احدى الأسواق مع العائلة فشاهدت العجب العجاب وأيقنت ساعتها أن من أمن العقوبة أساء الأدب!! وأن من ساء خلقه عذّب نفسه!! إن الأمر خطير، فالتقليعات الشائكة التي أخذت بتلابيب شبابنا تحتاج الى وقفة صارمة من قبل الجميع. إن الانحرافات التي يعاني منها الشباب الإسلامي اليوم هي نتيجة لأسباب وعوامل متعددة ومختلفة بعضها ذاتي وآخر خارجي وثالث محلي أما السبب الخارجي لانحرافات الشباب ومشكلاتهم فهي العدوى السريعة الفتاكة التي انتقلت من شباب الغرب الى شباب العالم الإسلامي عن طريقين الانفتاح الفكري والثقافي والاتصال الحضاري والثقافي الدائم، بينما السبب الداخلي لانحرافات الشباب ومشكلاتهم فهو هذا التناقض الاجتماعي العجيب الذي يشيع في جوانب شتى من حياة الشباب في البيت والمدرسة والسوق والشارع والنادي برغم ان الشباب في مجتمعه يتعلم في مدرسته تعاليم دينه ويستمع من العلماء والوعاظ الى دروس أخلاقية وبمجرد الذهاب الى البيت والسوق والنادي يطلق البعض لأنفسهم العنان (عنان التقليد الأعمى) تاركين كل ما تعلموه في المدرسة أو استمعوا اليه في ندوة أو محاضرة أو لقاء في المسجد ولعل هذا التناقض العجيب مرده الى مشاهدة الفضائيات ومتابعة البرامج الهابطة بما فيها من كليبات ولقاءات تدعو كلماتها وحركاتها الى الفجور وعظائم الأمور!!. لذا ارى أن الشباب بحاجة ماسة الى الرعاية الواعية والرقابة الكافية والحرص اللازم في البيت والمدرسة وتحذيرهم من التقليد الأعمى ونتائجه الوخيمة. وما نراه من ملابس تنافي الآداب واكسسوارات مختلفة وقلائد وسلاسل غريبة مع وضع مساحيق التجميل وقصات الشعر المتعددة وتقشير الوجه واستعمال المرطبات وغير ذلك كثير!! والأدهى انهم يتحولون في مجتمعات تجارية وصروح علمية مع الأسف. والسؤال الذي يطرح نفسه والقلب يتقطع أسى: هل هذا من سمات الرجولة الحقة عند شبابنا؟!!. إن المعلوم لدى الجميع ان الجانب التربوي يلعب دوراً كبيراً في تحديد الهوية الذاتية لأي من الجنسين أكثر من أي دور آخر أو خاصية أخرى، لأن الجانب التربوي يتضمن الكثير من الأحكام الدينية والقيم الخلقية. ومن هنا فعلى الشباب محاسبة أنفسهم ومراجعتها.. وهل سألوا أنفسهم عن الهدف الذي يتطلعون إليه والى تحقيقه؟! وما هي الأولويات التي يعيشون من أجلها؟ وهل الملبس وتقليد الغرب سبب الرجولة؟! كلا والله فإنكم لم تخلقوا لذلك بل خلقتم للعبادة والطاعة وللفوز بنعيم الدنيا والآخرة.. فهل بلغت اللهم فأشهد. آية وحديث: | قال المولى جل وعلا في كتابه الكريم : (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين). | وقال صلى الله عليه وسلم : (لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وذكر منها (عن شبابه فيم أبلاه). همسة : يقول المثل الشعبي: يا شايف الشاب وتزويقه يا ترى هوّا فطر والاّ على ريقه!!!.