في احدى المناسبات التي حضرتها الاسبوع المنصرم مع أحد الزملاء.. شاهدنا شباباً في عمر الزهور وقد لبسوا ملابس لم نتعودها على شبابنا من قبل، ملابس يندى لها الجبين ولا تمت لعاداتنا وتقاليدنا وديننا الحنيف مع انهم كانوا يستعرضون امام الحضور بدون اي خجل وليت الأمر اكتفى بذلك بل ان حركاتهم وحديثهم زاد الطين بلّه.. وهنا لم استطع الصبر لهذا الوضع.. فاقتربت منهم وسألتهم عن اسمائهم ولكم أن تضحكوا قال الاول اسمي (سليمان) ويدعونني (بسوسو).. والثاني يدعى (جوجو) اختصاراً لاسم (جميل) اما الثالث فقال اسمي (حاتم) واسم الدلع (حتو) .. صحيح (اللي اختشوا ماتوا). احبتي لم استطع اكمال الحديث معهم بسبب مكالمة جوال جاءت لهم فودعوني وانصرفوا بعد ان قالوا سيذهبون لاستقبال زميلهم وفعلاً لم يكن بأفضل منهم وصدق من قال (الطيور على أشكالها تقع). والسؤال الذي اود طرحه هنا. ما تعريف معنى الرجولة عند هكذا شباب؟! وكيف سمحوا لأنفسهم بالخروج بهذا الوضع المخزي والمؤلم في نفس الوقت؟!. وأين أولياء أمورهم؟!. فهل الرجولة في نظرهم ميوعة وغنج وتقليد وتشبه بالكفار والنساء في الملبس والاكسسوارات وتسريح وتصفيف الشعور ووضع المكياج وهم بذلك يعتقدون بأن الجنس اللطيف سيحترمهم ويعجب بهم؟ انهم واهمون فيما يعتقدونه.. ونسوا بل تناسوا بأن الرجولة تكون في القوة والشجاعة والتمسك بالدين الاسلامي منهجاً وسلوكاً.. والرجولة ليست مجرد كلمة تطلق وتنطق بل هي وفاء وصدق ووعد وعهد وراحة وسكن ومودة وأمان واطمئنان.. الخ من الصفات الحميدة. والرجولة هي احترام الآخرين والعمل على كسب ودهم واحترامهم.. كما ان الرجولة لا تقاس بكبر السن فكم من شخص كبير عقله لا يوزن جناح بعوضة، وفي المقابل تجد غلاماً صغيراً في السن ولكن نشاهد الرجولة المبكرة في أقواله وافعاله وفي خلقه واخلاقه وكذلك ارى أن الرجولة ليست بالطول أو بالعرض وليست بالقصر أو البنية الفارهة والعضلات المفتولة او بكثرة المال!. ان الرجولة قول وفعل وعمل. (انظروا الى ما حدث في دار من دور المدينةالمنورة حيث جلس عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى جماعة من أصحابه فقال لهم: تمنوا فقال احدهم أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهباً انفقه في سبيل الله، ثم قال عمر تمنوا فقال رجل آخر أتمنى لو انها مملوءة لؤلؤاً وزبرجداً وجواهر أنفقها في سبيل الله وأتصدق بها، ثم قال عمر تمنوا، فقالوا: ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر رضي الله عنه ولكني أتمنى رجالاً مثل ابي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة فاستعن بهم على اعلاء كلمة الله). رحم الله عمر الملهم لقد كان خبيراً بما تقوم به الحضارات الحقة وتنهض به الرسالات الكبيرة وتحيا به الأمم الهامدة.. ان الامم والرسالات تحتاج بحق الى المعادن المذخورة والثروات المنشورة وتحتاج قبل هذا وذاك الى الرؤوس المفكرة التي تستغلها والقلوب الكبيرة التي ترعاها والعزائم القوية التي تنفذها، انها تحتاج الى الرجال وليس أشباه الرجال. أحبتي علينا جميعاً أن ننمي الرجولة في شخصية فلذات الأكباد منذ الصغر وان نحكي لهم عن بطولات الفاتحين ودور الأنبياء والرسل والخلفاء الراشدين في الإسلام وما دورهم في رفع راية الإسلام خفاقة بين الأمم .. نعلمهم التاريخ الاسلامي المجيد بدلاً من تركهم يقلدون الغرب في ما لا يفيد ولا يحمد عقباه حتى نجني جيلاً متسلحاً بالعقيدة الاسلامية السمحاء.. والله من وراء القصد. همسة: قالوا في الأمثال (يا شايف الشاب وتزويقه.. يا ترى فطر والاّ على ريقه).