عزز الثوار الليبيون من قبضتهم على المناطق الواقعة إلى الغرب من العاصمة طرابلس بدخولهم أمس الأول بلدة الجميل بعد أن لاذت كتائب القذافي بالفرار منها، وهم يعدون العدة لدخول مدينة سرت بالقوة إذا استدعى الأمر ذلك. وبعد مواجهة دامت خمسة أيام مع الموالين للعقيد الهارب معمر القذافي في البلدة دخل نحو مائة مقاتل من الثوار على متن شاحنات صغيرة وهم يطلقون نيران أسلحتهم في الهواء ويشيرون بعلامة النصر.وبلدة الجميل واحدة من عدد من الجيوب التي يسيطر عليها الموالون للقذافي الذين ما زالوا في أجزاء من ليبيا رغم تقدم قوات المعارضة.وكان الجانبان قد دخلا في مفاوضات استغرقت عدة أيام في محاولة لإنهاء المواجهة بشأن الجميل وترتيب عملية تبادل المعتقلين لكن المحادثات انهارت وسط أجواء من انعدام الثقة.وقال الثوار إن الجميل كانت معقلا للموالين للقذافي في الغرب ومسقط رأس رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي، الذي غادر البلاد في الآونة الأخيرة وشوهد قبل خمسة أيام في جزيرة جربة بجنوبتونس. يأتي هذا الانتصار في حين عثر الثوار على أكثر من 50 جثة متفحمة، خلال اقتحامهم قاعدة عسكرية تابعة للواء 32 الذي يقوده خميس نجل العقيد معمر القذافي، إضافة إلى عشرات أخرى من الجثث عدد منها مكبل الأيدي، في محيط باب العزيزية. وقال مصدر مسؤول من ثوار طرابلس إن الجثث التي عُثر عليها بمعسكر خميس، تُركت بعد إعدام أصحابها وحرقهم قبل أن تفر كتائب القذافي من قاعدة اللواء 32 الواقعة بمنطقة صلاح الدين جنوبطرابلس، والتي تعد الثانية من ناحية القوة بعد ثكنة باب العزيزية. وأوضح المصدر أن الجثث رُميت بالرصاص الحي ثم أُحرقت بالنار بعد سكب البنزين عليها في محاولة لإخفاء معالم أصحابها. وتمكن الثوار يوم السبت من دحر فلول كتائب القذافي إلى ضواحي طرابلس، التي أُصيبت بالشلل جراء النقص الحاد في إمدادات المياه والكهرباء والوقود في وقت تنبعث فيه الروائح النتنة من أكوام القمامة الملقاة على الأرض.وقال الثوار الذين يحكمون قبضتهم على معظم أنحاء ليبيا، إنهم يتأهبون للانقضاض على مدينة سرت مسقط رأس القذافي وآخر معاقله الرئيسية إذا فشلت المفاوضات التي يجرونها مع شيوخ قبائل المدينة.