الكل يعتقد بأن شهر رمضان هو شهر للعبادة فقط والتفرغ لذلك .ونسوا أن شهر رمضان المبارك هو شهر الفتوحات والانتصارات شهر العمل والجد والاجتهاد ..شهر من أفضل الشهور عند الله سبحانه وتعالى ، ومع أنه شهر القرآن فهو شهر الحيوية والنشاط والعمل باخلاص لا شهر تقاعس وخمول ونوم وكسل ..شهر كان سلفنا الصالح يرون فيه أن القيام بالواجب شعار المفلحين وأن التهاون في تأديته شعار المبطلين وأن الأعمال في جميع أشكالها سواء كانت دينية أو دنيوية إذا لم تؤد على أكمل وجه ..فمآل الجميع إلى الهلاك والخسران (فكل من عليها فان إلا وجه ربك ذو الجلال والاكرام ) ولن يفلح أي مجتمع في مجال حياته اليومية (الدنيوية) وسعادته الأخروية إلا إذا قام كل فرد من أفراده بواجبه بكل جد واخلاص وأمانة واجتهاد واحسان واتقان خير قيام دون اعتبار للمصلحة الشخصية أو الحصول على مادة مالية أو حطام زائل فإن مآل ذلك إلى الذل والخسران والمهانة. أحبتي إن الواجب على كل فرد منا من أفراد المجتمع سواء كان رئيساً أو مرؤوساً أن يثابر على عمله ويخلص فيه وأن يكون قدوة حسنة لغيره ، وأن يكون مثالاً في الأخلاص ومثالاً في الجد ومثالاً في الأخلاق ومثالاً في حب الخير ومساعدة الناس والقيام بواجب المراجعين بلطف وحسن خلق وبذل المعروف والسرعة في قضاء حوائجهم ومعاملاتهم دون أن يلجأوا إلى كثرة التردد والتذلل والخضوع من أجل انهاء متطلباتهم لأن الاخلال بواجب العمل وعدم احترام ذوي الحاجات يكون سبباً في سوء العاقبة ويجر المجتمع إلى ما لا يحمد عقباه. الأحبة.. إن المجتمع لا يتم بناؤه ولا تحسن عاقبته إلا بالتعاون والتناصح والإخلاص والسعي الحثيث على جمع الكلمة ووحدة الصف ومراعاة المصلحة العامة وتقديمها على المصلحة الخاصة وأن التهاون في القيام بالواجب المنوط علينا ككل صفة ذميمة وصفة من لا أخلاق لهم فالواجب على كل فرد منا أن يقوم بواجبه خير قيام كي يصل المجتمع إلى الغاية التي يريدها والمكانة التي يتطلع إليها ..وقد كان صلوات الله وسلامه عليه يستعيذ من الخيانة التي نهى الله عنها وأن من لا أمانة له لا دين له ومن لا دين له لا عهد له..وكان عليه الصلاة والسلام يستعيذ من الخيانة فيقول (وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئس البطانة) والله من وراء القصد. مشاهدات..وتعليق | استقبال الشهر الفضيل من البعض نجده بتجهيز المأكولات والمشروبات بأنواعها ..فهل هذا يليق بشهر كهذا أن يكون شكله بما نراه ناسين أنه شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن وتوبة ورجوع وإنابة وخضوع؟!. | إضاعة الوقت بالنوم طوال النهار وبالسهر على المسلسلات والأفلام طوال الليل وحتى مطلع الفجر فهل هذا هو ما يكون عليه شهر القرآن؟!. | إمتلاء المساجد والجوامع والشوارع والطرقات بالمتسولين من مختلف الأجناس والأعمار والفئات وكأنه شهر التسول لا شهر الصيام والقيام فهل هذا هو شهر التسول بحجج واهية وتقارير وصكوك مزورة ؟!. | ارتفاع الأسعار في المأكولات والمشروبات والملبوسات في هذا الشهر الفضيل هل من إعادة نظر أيها الباعة كل في مهنته ورحمة بالفقراء والمساكين والأيتام والأرامل ..أم أنه شهر للاستغلال بدون وازع من ضمير ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. الأعزاء: إن للصائم دعوة لا ترد ..ودعوة عند فطره ودعوة في آخر ليله (في الثلث الأخير من الليل) فلنجعل الدعاء بأن يغير الله حالنا للأفضل وأن يصلح أحوالنا وقلوبنا وأعمالنا. همسة: رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش