حضرت عدة مناسبات زواج في فترة العطلة المدرسية وبعد العشاء نقدم التهاني والتبريكات للعريس ثم نتناول الشاي الأخضر، وبعد هذه الفترة تبدأ الفرقة الموسيقية العزف في بعض الأفراح فاذا بي افاجأ بنزول الشباب واحداً تلو الآخر أمام الحاضرين بلباس غريب وبنطلونات ضيقة وملونة وآخرين بالثياب والشماخ وهم ملثمون ويرقصون رقصاً غريباً على غير عاداتنا وتقاليدنا، رقص لا يمت بالرجولة بشيء ابدا هز الصدور والأرداف بطريقة ولا النساء وهم فخورون جدا بما يرقصون وكل واحد يظهر حركاته المايعة أمام الحاضرين، قلت في نفسي سبحان الله العظيم من أين اتت هذه الحركات وكيف تعلموها وكيف اكتسبوها بهذه السرعة العجيبة نحن متعودون على مشاهدة العرضة بالسيف والمزمار بالعصا والخبيتي بالسيف والعرضة بالجنبية وهذه رقصات الرجال المعروفة، اما ما شاهدته فانه لعمري مؤسف جداً وغير مقبول من بعض شبابنا في هذه الأيام ان الفرح له اصول وتقاليد معروفة اما ان يرقص الشاب رقصاً لا ترقصه النساء فهذا قمة العيب ومؤسف جداً، والله المستعان والله لطيف بعباده. قال تعالى في محكم كتابه العزيز (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) الأحزاب 23. وقال حكيم: زينة المرأة عفافها وزينة الرجل شخصيته. وإليكم بعض أعمال الرجال حاصر خالد بن الوليد رضى الله عنه (الحيره) فطلب من ابي بكر الصديق رضى الله عنه مدداً فما امده الا برجل واحد هو القعقاع بن عمرو التميمي، وقال لا يهزم جيش فيه مثله، وكان يقول لصوت القعقاع في الجيش خير من ألف مقاتل، ولما طلب عمرو بن العاص المدد من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه في فتح مصر كتب اليه (أما بعد : فاني أمددتك بأربعة آلاف رجل على كل ألف رجل منهم مقام آلاف، الزبير بن العوام والمقداد بن عمرو، وعباده بن الصامت، ومسلمة بن مخلد) انظروا الى هؤلاء الرجال كيف كانوا. وفي احدى المرات مر عمر رضى الله عنه على مجموعة من الصبيان يلعبون فهرولوا جميعاً وبقي صبي واحد في مكانه هو عبدالله بن الزبير، فسأله عمر بن الخطاب رضى الله عنه، لم لم تعدُ مع أصحابك فقال: يا أمير المؤمنين لم اقترف ذنباً فاخافك، ولم تكن الطريق ضيقة فأوسعها لك فعجب منه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه. فيا سادة يا كرام دعونا نعلم ابناءنا وندربهم على عدم الانسياق وراء هذه الرقصات والابتعاد عن الميوعة التي تهدم شخصيتهم وتعويدهم على حركات وأعمال وافعال الرجال ونذكرهم دائماً بقول سيد الخلق سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم (لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال). واسأل الله رب العرش العظيم أن يرد شباب الأمة الى أمثال عمر بن الخطاب، خالد بن الوليد، عثمان بن عفان، وعلي بن ابي طالب والصحابة أجمعين رضى الله عنهم جميعاً وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.