أغلق معرض وسائل الدعوة إلى الله تعالى ( كن داعياً ) الثالث عشر الذي نظمته وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمركز الأمير سلطان الحضاري بمحافظة خميس مشيط خلال المدة من : ( 1121/ 8/ 1432ه) أبوابه مساء الجمعة الحادي والعشرين من شهر شعبان 1432ه . وأفادت إدارة المعرض أن العدد الإجمالي لزوار وزائرات المعرض على مدار أيامه الأحد عشر الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة عسير بلغ (70153) زائراً وزائرة منهم (33673) زائرة .وقد أعرب فضيلة وكيل الوزارة للتخطيط والتطوير رئيس اللجنة المنظمة للمعرض الشيخ أحمد بن عبدالله الصبان عن سعادته الكبيرة للتدفق الكبير من قبل الزائرين والزائرات الذي شهده المعرض على مدار أيام إقامته بمحافظة خميس مشيط ، معتبراً ذلك مؤشراً جديداً على النجاح المتواصل الذي يحققه المعرض في مختلف دوراته . وقال فضيلته في تصريح له بهذه المناسبة إن توافد الزائرين والزائرات للمعرض بمختلف الأعمار ، والمستوى العلمي والثقافي ،والحرص الذي أبداه الجميع للوقوف على كل جناح من أجنحة الجهات المشاركة في المعرض ، والتعرف على مختلف وسائل الدعوة إلى الله ، وكيفية الاستفادة منها لتبليغ دين الله أمر يبعث على الارتياح،ويعطي الانطباع بثمرة هذه المعارض الدعوية ،وفوائدها الكبيرة في خدمة الدعوة إلى الله ونشر هداية الإسلام على كافة المستويات حيث تنوع البرامج المصاحبة للمعرض فمنها ما هو مختص بالرجال ، وأخرى خاصة بالنساء ،وبرامج ثالثة خاصة بالجاليات بمختلف اللغات، إلى جانب البرامج المخصصة للناشئة والأطفال من البنين والبنات سواء تثقيفية أو ترفيهية التي نفذتها وتنفذها الأجنحة المشاركة وفي مقدمتها جناح الوزارة في أيام زيارة النساء ، وكذا في أيام زيارة الرجال . وختم الشيخ أحمد الصبان تصريحه قائلاً : إن هذا الإقبال المنقطع النظير للزائرين والزائرات سيكون دافعاً ومحفزاً للوزارة للاستمرار في تنظيم مثل هذه الفعاليات و البرامج الدعوية ، وإن المعرض حظي ولا يزال يحظى بحمد الله بالسمعة والصدى الواسع في داخل المملكة وخارجها حتى أضحت الوفود الزائرة للمعرض من مواطني الدول المجاورة بل وغيرها سمة من السمات التي تميز معرض “ كن داعياً “ ، لافتاً إلى أن تلك النجاحات ما كان لها أن تتحقق لولا فضل الله سبحانه وتعالى ثم الرعاية المتواصلة للمعرض من ولاة الأمر ، وأمراء المناطق , وتوجيهات معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وفقه الله ، وجهود مختلف الجهات المشاركة والعاملين في المعرض من منسوبي الوزارة والمتعاونين معها .نائب رئيس اللجنة المنظمة يسلم الجائز الكبرى للمعرضوقد شهد فضيلة وكيل الوزارة المساعد لشؤون الدعوة نائب رئيس اللجنة المنظمة للمعرض الشيخ عبدالرحمن بن غنام الغنام نهاية اليوم الأخير للمعرض مساء الجمعة حفل توزيع جوائز المسابقات حيث ألقى كلمة قبل إعلان أسماء الفائزين بجوائز المسابقة الكبرى للمعرض قال فيها : إن هذا المعرض كان حلماً وأصبح حقيقة ، شاكراً الله تعالى على أن ساعد على تنظيمه بهذا المستوى الراقي من التنظيم والإعداد والإخراج ، وجمع ثلة من الكبار والصغار من الرجال والنساء كل في الأيام المحددة له لرؤيته ، ومشاهدة محتوياته المتنوعة التي تخدم الدعوة إلى الله ، سائلاً الله تعالى أن يجعل ذلك في موازين حسنات الجميع .وفي ختام كلمته ، شكر فضيلته كل من أسهم في إنجاح هذا العمل الإسلامي المميز في نوعه والخاص بتبيان وتعريف وسائل الدعوة إلى الله تعالى ، خاصاً شكره لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة عسير على دعمه وتشجيعه لإقامة المعرض في محافظة خميس مشيط . بعد ذلك تم فرز جوائز المسابقة ، والسحب على الجائزة الكبرى من نوع ( سيارة مازدا ) مقدمة من وكالة الحاج علي رضا حيث سلم فضيلة الشيخ عبدالرحمن الغنام مفتاح السيارة للفائز بهذه الجائزة وهو : محمد ناصر مساعد النسي.البريك حاضر عن الغلو أسبابه وأثره وكان اليوم الأخير للمعرض قد شهد إلقاء محاضرة لفضيلة الداعية المعروف الشيخ الدكتور سعد بن عبدالله البريك محاضرة بعنوان: (الغلو أسبابه وأثره ) ، بدأها بالحمد والثناء لله سبحانه وتعالى ، وقدم نبذة مختصرة عن محاور المحاضرة ، وهي : سماحة الدين الإسلامي ووضوحه ، وأنه الطريق المستقيم ، كما تحدث عن أهل الفرق بأنهم اختلفوا في أمور عدة خالفت سنة الله .وأضاف فضيلته بالشرح عن اليهود والنصارى ، وعن التعطيل والتأويل والتشبيه ، كما عرف الغلو ، قائلاً : إنه تجاوز للحد ، والغلو يكون في الاعتقاد والعمل ، والاعتقاد أخطر أعمال الغلو ، ومن أبرز الغلو ، غلو الخوارج مستدلاً على ذلك بعدد من الآيات والأحاديث الشريفة .ثم تطرق فضيلته إلى أسباب الغلو ، وقال : إنها تختلف من مكان إلى آخر ، وأن من كان على علم بالله ، ورسوله فإنه في حصانة بإذن الله من الوقوع في الغلو ، وأن الإخلاص لا يكف للحذر من الوقوع في الغلو ، مشيراً إلى أن من أنواع الغلو التطاول على العلماء ، وقطعه النصوص ، وأخذ بعضها وترك البعض الآخر ، ودلل على ذلك من القرآن الكريم والسنة النبوية ، كما قال : إن هذا الصنف يأخذون ما وافق هواهم ويتركون ما يخالف ذلك ، وإن من أنواع الغلو التعصب لشخص أو لقول دون القول الآخر . ونبه فضيلة الشيخ البريك إلى أن الحساسية الشديدة والعاطفة الجياشة طريق إلى الوقوع في الغلو ، كما حذر ففضيلته من المصدر المجهول في العلم أو الدعوة إلى الجهاد، كما نبه إلى ضرورة نبذ مجالس الغلو التي توغل الشباب على أهل العلم وولاة الأمر وغيرهم من أصحاب الحل والربط ، وقال : إن الغلو يكون في الأقوال ، والأفعال ، والأفكار ، والاعتماد على الأحاديث الضعيفة ، كما أن محاربة المتدينين من الشباب كالعلمانية والليبرالية لها دور في صناعة الغلو ، ومثل التركيز على عرض الروايات التي تهدف إلى نشر الجنس .وفي ختام محاضرته ، عدد الشيخ البريك أبعاد الغلو وقال : منها تكفير المسلمين بالشبهات التي لم ينزل الله بها من سلطان ، فالتعدي على الأوطان واستهداف منابع الاقتصاد والخروج عن الجماعة ، وإتباع جهات لها مصالح في المساس بأمن الوطن ، كما ذكر أن من أبعاد الغلو إشغال العلماء للرد على التصرفات التي هي أقل مما ينبغي أن يشتغل به العلماء ، محذرا من محاولة اقتناص الفرص ، وزعزعة الأمن في هذا البلد الآمن .وشكر فضيلته صاحب السمو الملكي أمير منطقة عسير ، ومعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ووكيل إمارة المنطقة على ما يبذلونه من جهود مباركة في دعم وتذليل الصعاب أمام المناشط الدعوية ، كما تقدم بالشكر لجميع القائمين على المعرض ، ثم أجاب فضيلته على أسئلة الحضور.