قال صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة ان جهاز هيئة الأمر بالمعروف استطاع ان يكون صمام الامان لكثير ممن يحاولون الاستخفاف بتعاليم الدين والخروج على المجتمع بسلوك مشين لا يوافق تعاليم الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم لافتاً الى ان الجهاز تمكن بفضل الله ثم رجاله الصادقين من معالجة المستجدات والأفكار الدخيلة بطرق حكيمة. وأعرب سموه عن سعادته واعتزازه بافتتاح فعاليات ملتقى “ سفينة النجاة “ الذي تأتي مناشطه ضمن فعاليات صيف الباحة ولأجل تحقيق النفع والفائدة للمجتمع , راجياً أن يكون سبيلاً نحو تبصير الناس بأمور دينهم وتحذيرهم من الوقوع في الآثام والشبهات مقدراًً لمعالي الرئيس العام للهيئة مشاركته وتواجده في منطقه الباحة. وقال لدى افتتاحه أعمال الملتقى امس “ إن ديننا الحنيف منهجاً ودعوة وسلوكاً مبني على السماحة وحسن الخلق وهنا تتجلي المعاني الرفيعة بعيداً عن العنف والتأنيب والتشهير , فتحلى آمر المعروف بحسن الخلق وسعه الأفق والحلم والصبر يحبب الآخرين إلى فضائل الأمور ويفوت الفرصة على أعداء الدين النيل من رجال الهيئة أو تعاليم ديننا الحنيف , مقدراً في الوقت ذاته ما بلغه جهاز الهيئة ورجاله من تطور وقدرة فائقة في التعامل مع الأحداث بما يواكب الأجيال والأخذ بزمام الأمور بفضل الله ثم بالتنشئة العلمية والدينية لرجال الهيئة مما أهلتهم للدراية والمعرفة نحو التعامل مع مستجدات الحياة وسلوكها. وأكد أمير منطقة الباحة أن ركائز نهضة المملكة قامت على كلمة التوحيد الخالدة وأنها نالت العز والمجد على أساس من هدي كتاب الله حيث كانت معركتها الأولى مع الجهل والتخلف وكان جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو من أوائل الأجهزة التي تأسست في منظومة العمل للدولة من أجل خدمه دين الله ودفع الناس إلى أسمى الغايات وأنبلها ابتغاء رضى الرحمن وصلاح حياتهم. ودعا سموه في ختام كلمته الله العلي القدير أن يديم على بلادنا دينها وأن يحفظ لها أمنها واستقرارها في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله -. وفي ختام الحفل قام سمو أمير منطقة الباحة بتكريم الجهات الداعمة والمساهمة في الملتقى , فيما تسلم سموه درعا تذكارياً بهذه المناسبة من معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولدى وصول سموه تجول داخل المعرض المصاحب للملتقى , حيث شاهد محتوياته التي تضم العديد من اللوحات والأجهزة الإرشادية والوقائية للجهات الأمنية والحكومية والأهلية المشاركة بالملتقى. بعد ذلك بدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى مدير فرع الرئاسة بمنطقة الباحة الشيخ سعيد بن يحي الزهراني كلمة رحب فيها بسمو أمير المنطقة والرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منوهاً بالدعم المتواصل من سمو أمير المنطقة لمختلف برامج وفعاليات الهيئة. عقب ذلك شاهد الحضور عرضاً وثائقياً يبرز مسيرة هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ومروراً بأبنائه البررة من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - , تلاه قصيدة شعرية للدكتور عبدالرحمن العشماوي. عقب ذلك ألقى الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبدالعزيز بن حمين الحمين كلمة أكد أهمية الأمن وفق الشريعة الإسلامية وأنه كل لا يتجزأ ومنظومة متناغمة متكاملة , مبينا أن الحاجة إلى الأمن بصوره وأشكاله كافة من أهم الحاجات الفطرية للإنسان السوي. ولفت الانتباه إلى أن هذه الرؤية هي التي عززت الحاجة إلى تكامل مؤسسات الدولة لحماية أمن الوطن والوقوف صفاً واحداً مع القيادة والعلماء ورجال الأمن ومع كل مخلص غيور على بلادنا المقدسة الطاهرة , مفيدا أن الأمن هبة ومنة من الله تعالى لعباده الذين يعبدونه ويحمون دينه وأن الشريعة الإسلامية حرصت على تحصيل المصالح وتكميلها ، وتعطيل المفاسد وتقليلها ، فما أمرت الشريعة بشيء أو أباحته إلا وفيه مصلحة محققة أو راجحة على مفسدة مرجوحة ولا نهت عن شي أو منعته إلا وفيه مفسدة محققة أو راجحة على مصلحة مرجوحة. وقال “ إن الأمن الفكري هو الذي يحمي المجتمعات ويحفظها من الوقوع في الفوضى ، واتباع الشهوات أو الانسلاخ الأخلاقي المنافي للفطر السوية وللشرع الحكيم , فجميع أنواع الأمن مرهونة بالأمن الفكري ، حيث يعيش الإنسان سامي الخواطر ، رفيع الاهتمامات ، طاهر الرغبات ، عزيز الإرادات ، مأمون الجانب ، نافعاً لدينه ، فيكون رحمة وأمناً وسلاماً على نفسه ومجتمعه وأمته , ولذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسيلة لتحقيق الترابط في حياة الأمة المسلمة بين الفكر والسلوك ، وهو في الوقت نفسه ثمرة من ثمار الأمن العقدي والفكري ، والأمن الفكري قائم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فكلاهما أس للآخر ومصدر من مصادر استقراره وقيامه على الوجه المطلوب “. وأشار إلى أن المملكة مؤهلة لتحقيق أعلى مستويات الأمن الفكري لامتلاكها سبل بلوغ القمة في هذا المجال مبينا أن وحدة الفكر قائمة على وحدة الدين والعقيدة ووحدة القيادة ووحدة المرجعية العلمية ووحدة التاريخ والأرض ووحدة الهم والطموح وأنه ليس لأحد عذر في التقاعس عن العمل أو عن القيام بالمسؤولية والواجب. واستعرض الشيخ الحمين ما من به الله على بلادنا من تجسيد لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال الهيئة التي قدمت أروع التطبيقات العصرية للحسبة في مجالات الأمن العقدي والفكري والأخلاقي عاداً رعاية الدولة السعودية للهيئة منجزاً يحفظه التاريخ ، وشاهداً على سلامة المنهج ، وصدق الإرادة في تحكيم أمر الله ، وهي تجربة يمكن أن نصدرها للمجتمعات التي تنشد الأمن على الضروريات الخمس دون تجزئة. وأكد أن الرئاسة العامة بفروعها وهيئاتها تتطلع من خلال ملتقيات سفينة النجاة لإبراز هوية المملكة العربية السعودية المستمدة من الكتاب والسنة ، وبيان مكانتها في حماية العقيدة السمحة من أن يصيبها التشويه أو التشويش أو التعتيم مشيراً إلى أن هذان السببان الأكبر بعد توفيق الله في تحقيق الأمن الفكري للفرد والمجتمع في مملكة التوحيد والعقيدة الصافية التي يعيش الناس فيها طمأنينة منقطعة النظير على ثقافاتهم ومعتقداتهم وأعرافهم والمنظومة الفكرية لمجتمعهم. ورفع الشيخ الحمين في ختام كلمته الشكر لله أولاً على ما انعم به علينا من اللحمة والترابط والتعاون على البر والتقوى ، ثم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - على دعمهم المتواصل للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معبراً عن الشكر لسمو أمير منطقة الباحة على افتتاحه لفعاليات الملتقى. من جانب آخر نوه أمير منطقة الباحة بالجهود الكبيرة التي يبذلها منسوبو جهاز مكافحة المخدرات في مختلف مناطق المملكة , راجياً من الله أن تكلل جهودهم بالنجاح والتوفيق لما فيه خدمة الدين ثم المليك والوطن. جاء ذلك خلال استقبال سموه بمكتبه في الإمارة امس مدير إدارة مكافحة المخدرات بمنطقة الباحة العقيد مريع بن سليمان عسيري ورؤساء أقسام الإدارة اللذين قدموا لسموه نسخة من التقرير الإحصائي السنوي لنشاط جهاز مكافحة المخدرات على مستوى المملكة للعام المنصرم 1431ه. واستمع سموه خلال اللقاء إلى شرح من العقيد عسيري عن ما تضمنه التقرير من منجزات شملت تحرير “ 33795 “ قضية تنوعت بين قضايا تهريب وترويج واستعمال وغيرها كان نصيب منطقة الباحة منها “ 393 “ قضية للترويج والأستعمال , فيما تنوعت الكميات المقبوضة بحسب نوعية المواد المخدرة حيث تم قبض “ 51.763.231 “ حبة إنفيتامين ونحو “ 21.167 “ طنا من الحشيش المخدر إلى جانب ضبط “ 55.768 “ كيلو جراما من الهيروين و“ 5.626 “ كيلو من الأفيون وقرابة “ 18 “ جراما من الكوكايين و“ 96 “ جراما من مادة الكراك علاوة على “ 373.860.260 “ طنا من القات و“ 265.174 “ من المواد الأخرى المخدرة. حضر الاستقبال وكيل إمارة منطقة الباحة المساعد للشؤون الأمنية عبدالله بن زيد الراجح.