يلامس سياح منطقة عسير السحاب الذي يعانق الجبل الأخضر وروابيه المطلة على أبها صباحا ومساءً ، لكن الأجمل عندما يشاهدون ويكتشفون المنطقة من الجو عبر طائرة مجهزة وكأنها في سباق محموم مع قطع السحاب التي تحوم حول سماء أبها البهية. وتجوب الطائرة في رحلتها مرتفعات عسير الخضرة ، وهضابها النظرة ، وسهولها المتدرجة ، حاملة معها المصطافين خلال دقائق ، وصفوها بأنها رحلة الأحلام. وأوضح مسؤول فكرة “ اكتشف عسير من الجو “ الدكتور محمد بن علي آل مسفر أن الفكرة تدخل عامها الثاني ، وسط تشجيع ودعم من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة. وأفاد أن الطائرة التي تقوم برحلاتها هذا العام فوق مدينة أبها تتسع لثلاثة عشر راكبا ووجدت إقبالا من المصطافين ، ويبلغ زمن الرحلة الجوية عشر دقائق ، مشيراً إلى أن عدد الركاب يومياً يتجاوز خمسة وتسعين راكبا ، يزيدون يومي الخميس والجمعة وأغلبهم من العائلات. وكشف أن الرحلة تنطلق من مواقف شمال جامعة الملك خالد بأبها ، وتتجه غرب مدينة أبها ، مروراً بأبها الجديدة ، وسد أبها ، ثم عقبة ضلع والجبل الأخضر باتجاه الجنوب ، ووسط المدينة ، مبينا أن الرحلة تكشف عن مدينة أبها وضواحيها وتجعل المصطاف يسير مع السحاب جنبا إلى جنب. وأكد آل مسفر تسابق المصطافين خاصة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الحجز على الطائرة التي تبدأ رحلاتها كل يوم من الساعة الثالثة عصراً وحتى السادسة مساء. ووصف المصطاف سعود أبو علي من دولة الكويت الشقيقة رحلة الطائرة بأنها من أجمل اللحظات حيث تكون الطبيعة بجميع مكوناتها حاضرة في مناظر أخاذة ، منوها أن أبها تزداد جمالا وروعة أينما اتجهت ولكن الجمال يتكشف أكثر وأكثر عندما تكون في رحلة الأحلام. ورأى عبدالرحمن المسعدي من دولة الإمارات الشقيقة أنه استمتع وأسرته برحلة الطائرة فوق مدينة أبها وضواحيها ، مبيناً أن الصيف في منطقة عسير له مذاق خاص فالأمن والأمان والأجواء الربيعية والمناظر الخلابة والخدمات المتكاملة. من جهته أوضح قائد الطائرة علي بن حسن عليوه مصري الجنسية أن ارتفاع الطائرة يصل إلى ألف قدم متى كانت الأجواء صالحة للطيران. وقال : يزداد الطلب على الرحلات الجوية لما تتمتع به منطقة عسير من تنوع بيئي وجغرافي. وأكد أنه يقرأ الفرحة والدهشة في عيون الركاب غير مصدقين لتلك المناظر التي يشاهدونها لأول مرة من الجو.