العدول عن الاسراف والتبذير في المأكل والمشرب ضرورة يفرضها واقع اليوم أكثر من الأمس لما يجتاح العالم من غلاء في سعر الحبوب والغلات كالأرز والقمح وغيرها، الذي يقودنا الى هذا القول ما نشاهده من طرح كميات كبيرة من الطعام في مقالب القمامة وهو عمل مردود ومرفوض نهت عنه تعاليم ديننا الحنيف في تشبيه المسرفين بإخوان الشياطين فمن منا يرضى مخاواتهم؟!. الأخذ بقدر الحاجة والكفاية سلوك حضاري وانساني بالدرجة الأولى يرقى بالانسان الى درجات رفيعة المستوى في التعامل الحضاري مع بيئته، أما ان يعبث برغيف الحياة اليومي بأسلوب فوضوي فهذا ليس جديراً بالاحترام لأنه يعرض الآخرين الى زوال النعمة والدخول في أتون المجاعات والازمات الطاحنة، وهي نتاج طبيعي وعقوبة لعدم الاستغلال الأمثل لثروات وأنعم يتعين الحفاظ عليها من ومقابلتها بالشكر للمولى عز وجل لا بالاسراف والتبذير والانتهاء بها في المزابل، فماذا يضير لو غيرنا من نمط العيش والاستهلاك المفرط الى اسلوب اكثر ترشيداً دون تقتير بل موازنة بين الأمرين ومازاد عن الحاجة يمكن التصدق به للمعوزين والفقراء وتقديمه للجمعيات الخيرية. ثقافة الجلوس في موائد المناسبات في الافراح والاتراح مؤشر آخر للتدليل على طرح كميات كبيرة من الارز في حين يكتفي الحاضرون بلقيمات يلتقمونها من باب المجاملة على كلٍ فإن الأخذ بقدر الحاجة وتقنين طرق تناول الطعام بما يتناسب مع ظروف ارتفاع الأسعار من شأنه ان يؤدي الى اجتياز الأزمة بسلام، ويجنب الجميع عواقب الاسراف وذهاب البركة عن الرزق.