يحتاج الإنسان لنموه واكتمال قدراته إلى أنواع مختلفة من الحاجات يتطلبها البدن والعقل والعاطفة فحاجة البدن لنموه الغذاء والشراب، وبعض الرياضة لو كان هناك متسع من الوقت الذي لايوجد به وقت أصلاً لمزاولة مثل هذه الأشياء، والاكتفاء بمتابعتها عبر وسائل الإعلام فقط، ونعتبر أنفسنا بهذا من الرياضيين الذين لايجرؤ أحد على مقارعتنا، ولاينقصنا شيء من الكمال البدني سوى تخفيف بضع عشرات من الكيلو جرامات من الوزن الزائد وقليلً من التمارين القاسية والطويلة لازالة ما اعتلق بنا من شحوم ولحوم ذات تلال وهضاب تكسو أجسامنا والتي أصبحت من الكماليات والبرستيج الاجتماعي المعبر عن المنصب الذي نشغله وتمثل حجم المسؤوليات الجسام الملقاة على عاتقنا. ويأتي دور العقل وحاجياته المتصلة بسلسلة من الحلقات تبدأ بالادراك، فالتعلم، ثم الثقافة، فالبحث، ليأتي دور الابداع، لمن أراد اجتهاد الوصول إليه، ولانستطيع تتبع هذه الحلقات فجميعنا يتوقف عند حلقة التعليم، وماتحتويه من عادات وتقاليد اجتماعية، وعقيدة دينية راسخة تضبط سلوكنا، وتهذب أنفسنا وتوجه إفرازاتنا الفكرية، لنكون بهذا قد وطدنا علاقتنا بما حولنا وعرفنا مايجب أن نعرفه لمواجهة تجارب الحياة من أكل وشرب وغريزة، ولانخوض في باقي السلسلة المتصلة بحاجات العقل والتقيد بها، لأنها تتطلب الجهد الكبير والتفكير الطويل والسهر المرير والتجربة الجريئة، وهذا يأتي بالتضحية بالوقت المخصص للتمارين الرياضية اليومية المستمرة بلا انقطاع عبر وسائلها المختلفة. ثم يأتي الاشباع الروحي الذي يكتمل بالتمسك بديننا والتقيد بمنهاجه القويم الذي من أجله خلقنا والذي يدخل في تهذيب سلوكياتنا أمام الله أولا، ثم أفراد المجتمع المحيط بنا ومايربطنا من تكافل وتعاطف وتراحم ليصبح المجتمع كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ثانياً والذي يرتبط بغذاء روحي عبر الحس التأملي العميق في ابداعات الخالق عز وجل ومكنونات الكون بشيء من التدبر في مخلوقات الله الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين وهو ما نعبر عنه بالجانب الوجداني والعاطفة المنطلقة في ملكوت الله لتأمله وإيقاظ الحس الجمالي الإنساني والتدريب إلى توجيه من فوقنا ومن تحتنا، وأن نملأ عيوننا وقلوبنا من هذه البهجة، ومن هذا الحس المبثوث في الكون كله.