أشاد الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين باهتمام خادم الحرمين الشريفين بالحوار وبدعوته العالمية الرائدة إليه، وأكد في بيان حصلت (الندوة) على نسخة منه أن هذه الدعوة تتصل باهتمام الإسلام بالتعارف والتعاون بين الناس، كما في قول الله سبحانه وتعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وفي أمره سبحانه عباده بالحوار الحسن (وقولوا للناس حسنا) ووصفه عباده الصالحين بأنهم أصحاب القول الطيب (وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد). ودعا الحكومات والمنظمات والشعوب الإسلامية وغيرها من الشعوب والمنظمات في العالم، لاتخاذ وسيلة لمعالجة المشكلات التي جدت في حياة المجتمعات الانسانية ووسيلة للتفاهم حول القضايا المشتركة التي تتعلق بحياة الانسان. ويؤكد الملتقى أن الحوار الإسلامي مع الشعوب من الأمور التي يحتاج إليها المسلمون لمواجهة ما يتعرض له الاسلام ورموزه من تشويه، بما تروجه الحملات الإعلامية ضده من أباطيل يغذيها أعداء الأمة وخاصة الصهيونية العالمية، ويعلن أن الحوار مشروع مع جميع فئات البشر (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم). ويدعو الملتقى المسلمين في العالم إلى التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في حواره مع غير المسلمين ومع الذين عادوه حيث حاور وناظر فكان خير أسوة للمتحاورين وفي قصص القرآن الكريم عن الأنبياء، حوارات نموذجية تعلم المسلم كيف يحاور الآخرين ويسهم في اصلاح حال الناس في مختلف المجتمعات وهذه مهمة جليلة ينبغي على المسلمين ومؤسساتها جعل الحوار المفتوح وسيلة لتعريف غيرهم بمبادئ الإسلام في الاصلاح ودعوتهم للاستفادة منها، من خلال إبراز مهمة الإصلاح التي كلف بها رسل الله عليهم السلام (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب). إن حوار المسلمين مع الشعوب الأخرى يبرز محاسن هذا الدين وفضائله والتعريف بما فيه من قواعد شاملة للحياة الانسانية السوية (ما فرطنا في الكتاب من شيء). إن الملتقى يدعو منتديات الحوار ومؤسساته في العالم إلى تحديد أولويات العمل المشترك ومنها إنقاذ المجتمعات الإنسانية من الفتن ومن موجات الفساد والتحلل ومن تفكك الأسرة بالإضافة إلى معالجة الأخطار التي تهدد البيئة، ومواجهة ما تتعرض له الأرض من فساد وإفساد، وحيث أمر الإسلام بإصلاحها ونهى عن إفسادها والفساد فيها (ولاتفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمت الله قريب من المحسنين) كما أمر بالمحافظة على سلامتها وكلف الانسان بعمارتها (هو انشأكم من الأرض واستعمركم فيها). ويعرب الملتقى عن الأمل في أن تثمر جهود رابطة العالم الإسلامي والمنظمات الإسلامية المتعاونة معها في مجالات الحوار عن نتائج تحقق الهدف الاسلامي في التفاهم مع الآخرين.