لقد ضرب خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- أروع الأمثال في البر بوالديه رحمهم الله، وذلك بإنشاء مؤسسة الملك عبدالله لوالديه والتي قامت ولازالت بتنفيذ مشاريع المساكن الملائمة للفقراء والمحتاجين من خلال إنشاء المجمعات الإسكانية في المناطق الأكثر احتياجاً في المملكة، وتأثيثها بالأثاث المناسب، وكذلك الإشراف على صيانتها وتوفير الخدمات التطويرية اللازمة لمساعدة سكان هذه المجمعات على تحسين مستوياتهم التعليمية والمهنية والمعيشية بجهودهم الذاتية. وكذلك مساعدة أرباب المهن والحرف من المستفيدين من خدمات المؤسسة على تنمية إنشاء وتطوير مشاريع صغيرة،وتحسين فرص التوظيف من خلال تطوير مهاراتهم وقدراتهم. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مثلما أبر بوالديه أبر أيضاً بعمته الأميرة نورة بنت عبدالرحمن عندما أطلق اسمها على هذه الجامعة العملاقة التي تعتبر أكبر جامعة للبنات في العالم، عندما وضع حفظه الله حجر الأساس معلناً البداية لهذا الصرح الكبير والذي يعتبر تخليداً لاسمها رحمها الله في يوم الأربعاء الموافق 29/10/1429ه. إن يوم الاحد الموافق 12/6/1432ه ، كان يوماً مشهوداً في مسيرة التعليم العالي للمرأة السعودية، والذي تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في هذا اليوم برعاية الحفل الذي أقيم بمناسبة افتتاح مبنى جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن والذي يعتبر وسام شرف لجميع المواطنين عامة ، وللمرأة السعودية خاصة، وهذا يمثل إنجازاً وطنياً متميزاً محلياً واقليمياً وعالمياً في مجال التعليم العالي. إن إنجاز المدينة الجامعية وتجهيزها في هذا الوقت القياسي وبهذا التصميم الراقي، والتي تشتمل على أحدث المرافق العلمية والتعليمية والبحثية إضافة إلى المرافق الأخرى، يعتبر مفخرة لبنات هذا الوطن ، وهو يعكس ما يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله لمسيرة التعليم في هذه البلاد المباركة واهتمامه الشخصي بتفوق المرأة السعودية في شتى العلوم والمجالات في ظل الشريعة الإسلامية، والذي يعتبر أيده الله نصيراً للمرأة ومسانداً لها وكافلاً لحقها ورافعاً لقدرها حيث لم تكن تحلم أي امرأة بأن تقف في منصة أمام الملك لتلقي كلمتها بكل فخر واعتزاز كما هي مديرة جامعة الأميرة نورة معالي الدكتورة هدى العميل، والمأمول من منسوبات الجامعة عموماً أن يقمن بدورهن التربوي والعلمي على أكمل وجه ، وعليهن وفقهن الله أن يثبتن على أرض الواقع الارتقاء بالوطن مشاركة مع أخوانهن الرجال بندية وتنافسية وتفوق مشروع. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك في هذه الجامعة وأن يوفق منسوباتها في مسيرتهن العلمية والتعليمية لخدمة دينهن ومليكهن ووطنهن، وأن يحفظ لنا قائدنا ورائدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويجزاه خير الجزاء وأن يمد في عمره ويلبسه ثوب الصحة والعافية، وأن يديم الأمن والأمان على بلادنا. والله الموفق. المستشار بوزارة الشؤون الاجتماعية