انعقدت الندوة الخامسة من البرنامج العلمي لمعرض براغ الدولي الذي تشارك فيه المملكة كضيف شرف، وكان عنوان الندوة “التحديات التي تواجه الطفل في المجتمع المعرفي: السعودية والتشيك أنموذجاً” حيث أدارها أحمد بن محمد النشوان، وحاضر فيها من الجانب السعودي كل من الدكتورة أسماء الخليف مديرة إدارة التعاون الدولي من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، والدكتورة أروى خميس من جامعة الملك عبدالعزيز، والدكتور فهد بن علي العليان مدير المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، فيما كان الجانب التشيكي ممثلا بالدكتورة دانا كالنوفا مديرة معرض براغ الدولي للكتاب. وتحت عنوان “التحديات اللتي تواجه الطفل في المجتمع المعرفي: السعودية أنموذجا” تناولت الدكتورة أسماء الخليف المجتمع المعرفي والتحديات اليومية التي جاءت كنتيجة طبيعية للعولمة، متناولة ثلاثة محاور، وهي كالتالي: التحديات (ماهيتها ومدى حدتها وانتشارها)، الطفل في المجتمع السعودي وما يشترك فيه مع كل أطفال العالم، ومايختلف فيه معهم، والمجتمع المعرفي: ذلك المصطلح الجديد نوعا ما على ثقافتنا اليومية المحلية السائدة.ومن أجل الوصول لفهم أفضل ورؤية أوضح. من ناحيتها ، قدمت الدكتورة أروى خميس ورقة عنوانها “قصص الأطفال: تجربة وأثر” عرضت خلالها تجربتها الخاصة في أدب الأطفال كنموذج لتجربة سعودية ، قُسمت هذه التجربة إلى ثلاث مراحل، في المرحلة الأولى تتناول الورقة الكتابة للطفل كتجربة والأسئلة التي تدور حول السبب الذي يدفع الكاتب للكتابة للطفل بالإضافة إلى مناقشة الأدوات اللازمة التي يحتاجها لخوض هذه التجربة بنجاح وثقة والمراحل التي يمر بها الكتاب بدءا من كونه مجرد فكرة حتى ينتقل إلى رف المكتبة ومن ثم عرض خيارات النشر المختلفة المتاحة في العالم العربي، أما المرحلة الثانية فتناقش التحديات التي يواجهها أدب الطفل العربي في هذه المرحلة مثل المزاوجة بين التراث الغني وبين الأسلوب العصري ومثل محاولة مقاومة مد الأدب المترجم والأجنبي بالإضافة إلى تناقص جاذبية الكتاب الورقي في عالم الطفل ، أما المرحلة الثالثة فهي تحدد موقع أدب الأطفال السعودي في وسط خريطة أدب الطفل العالمي مع تقديم بعض الأفكار لتفعيل الحراك الأدبي والثقافي في هذا المجال. المحاضر الثالث، الدكتور فهد العليان قدم ورقة عنوانها “نحو جيل قارئ” تناول فيها المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، والذي وصفه بالخطوة العظيمة التي تعكس اهتمام ورغبة قادة المملكة العربية السعودية بالنهوض بالمجتمع من خلال مواجهة ظاهرة العزوف عن القراءة، والتصدي لها، وتقديم السبل الكفيلة بمعالجتها، وإثراء الوعي القرائي وتنمية الميول والاتجاهات نحو القراءة في أوساط فئات المجتمع كافة. معتبرا أن أهمية المشروع تنبع من أهمية القراءة والكتابة اللتين هما أساس العلم والمعرفة، وعن طريقهما تتطور الشعوب وترتقي سلم الوعي والثقافة. وأضاف “لأن للقراءة أهمية حضارية كبرى وقيمة إنسانية عظيمة، فإن إقامة أي مشروع وطني انطلاقاً منها أو تحقيقاً لمقاصدها سيكون له نتائجه الإيجابية الأكيدة التي ستجد دعماً وتشجيعاً من الجميع، كما سيكون له أكبر الأثر في دعم عجلة الرقي والتطور في البلد”. وأوضح العليان أنه في إطار ترجمة أهداف مشروع تجديد الصلة بالكتاب فقد تم إطلاق عدد من البرامج والأنشطة والفعاليات التي تحفز المهتمين بشأن القراءة. منها مهرجان القراءة الحرة : ويتضمن مهرجان “مسرح القراءة”.ملتقى “ حول القراءة”. ورشة عمل لأمناء المكتبات بمدارس المرحلة الابتدائية بجانب مشروع” نادي الكتاب” ،ومشروع القراءة في المطارات، وملتقى تجاربهم في القراءة. في محور آخر،وتحت عنوان” تشجيع القراء” قدمت الدكتورة دانا كالينوفا مديرة معرض براغ الدولي للكتاب، ورقة تناولت فيها تقاليد قراءة الكتب، ومستوى القراءة لدى الناس بشكل عام، ولدى الأطفال والمراهقين بشكل خاص - دراسة والوضع في المملكة وجمهورية التشيك. كما تطرقت إلى مسؤوليات الحكومات والوزارات ذات الصلة إزاء الاهتمام بتطوير القراءة داخل المجتمعات. ومناقشة الهيكلة المتعلقة بدعم الدولة بهذا الصدد. إضافة إلى ذلك، ناقشت كالينوفاا المشاريع الحكومية والخاصة، الداعمة لموضوع “تشجيع القراءة”، كالمنتديات الأدبية للقراءة وأندية الكتاب.