الاتفاق المفاجىء الذي تم في القاهرة بين حركتي فتح وحماس أفرح الجميع ..ونقول مفاجىء لأنه لم يكن يُتصور الوصول إلى اتفاق بهذه السرعة نظراً للتعقيدات والعراقيل الكبيرة اضافة إلى عدم الثقة والفجوة الكبيرة بين الجانبين. لقد كان هناك مشروع مصالحة أعدته مصر قبل الانتفاضة التي أتت بنظام جديد وكان هناك تحفظ من حماس على بنود الاتفاق، ومع مجيء الحكومة المصرية الجديدة بدأ فتح ملف المصالحة من جديد وتوالت الزيارات من قبل أعضاء حماس وفتح إلى غزة إلى أن توجت بالأمس بالاتفاق الذي تم الاعلان عنه في القاهرة. وبهذا الاتفاق تصبح الأبواب مفتوحة أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية وأمام اجراء انتخابات عامة.. تبقى الخطوة المهمة بعد هذا الاتفاق هي كيفية المحافظة عليه وضرورة أن يتواضع الجانبان على حل وسط فأمامنا تجربة اتفاق سابقة سرعان ما انهارت وعاد الاقتتال مجدداً بين الفريقين المتخاصمين. ولكن الآن الأوضاع مختلفة فهناك مطالب فلسطينية شعبية جامحة بالاتفاق فهذه قد تكون خير ضامن له كما أن هناك تطورات اقليمية مهمة تفرض التقارب بين الفلسطينيين، اضافة إلى أن اسرائيل العدو الأول للفلسطينيين والأمة العربية تتربص لمزيد من اضعاف الصف الفلسطيني فهي المستفيد الأول والأخير من الانقسام الفلسطيني ومن شأن هذا الاتفاق أن يحبط المخططات الإسرائيلية لتمزيق الصف الفلسطيني.