يرحم الله الزمن الجميل لخطوطنا السعودية وعلى وجه التحديد أيام المغفور له بإذن الله (الكابتن أحمد مطر) حيث كنا نفخر بأن لدينا أفضل أسطول في الشرق الأوسط كماً ونوعاً .. كنا نستمتع بتلك الرحلات خدمة ونظافة وتنظيماً وتعاملاً .. ولم نكن نتصور (على الاطلاق) ان الأمور ستصل إلى هذا المستوى وخاصة في الاجازات .. فالاجازة الصيفية تشكل عبئاً على (الخطوط السعودية) بنفس الحجم الذي تشكله الأمطار على محافظة جدة وعلى المسؤولين فيها .. لقد تفضلت علينا السعودية بأنها جعلتنا زاهدين في السفر بعد أن أصبح السفر على خطوطها معاناة .. والمعاناة تتعدد صورها وأشكالها فمن صعوبة في الحجوزات إلى الغاء لها .. ومن تعديل لمواعيد الاقلاع إلى الغاء بعض الرحلات .. أما معاناة أرض المطار والصفوف الطويلة عند المغادرة بمشاهدات غير حضارية إلى منظر أكثر سوءاً عند العودة إلى أرض المطار حيث ضياع حقائب المسافرين في مشاهد هزلية لا توجد إلا في مطار جدة على وجه التحديد .. وقد كان لي ولأفراد أسرتي في كل رحلة معاناة أقلها ضياع حقائبنا وتأخر عودتنا .. واشتكيت أكثر من مرة ولا حياة لمن تنادي حتى اعتذار عن ما حصل لم يصل!!!. وأقولها والصيف على الأبواب ان الناس ملت وضجت من هذه المعاناة .. ولن تحل المشكلة إلا إذا غادر المسؤولون عن الخطوط السعودية بنفس الطريقة التي يسافر فيها المواطن العادي عندها سيعرفون حجم المعاناة .. وأسبابها .. وطرق علاجها والعمل على حلها!! أما إذا كانوا يسافرون بطريقة (VIP) ولم يتأكدوا من معاناة الناس وشكواهم فإن الحال سيبقى على ما هو عليه إن لم يذهب الأمر إلى ما هو أسوأ .. إن السفر على خطوطنا السعودية وعبر مطاراتها لم يعد متعة كما هو الحال لخطوط الطيران العالمية الأخرى ومطاراتها وعلينا أن نعيد للخطوط السعودية هيبتها ومكانتها المفقودة وهذا لن يحصل الا بوجود إدارة قوية تعترف بأوجه القصور وبالاخطاء وتعمل على حلها .. أما أسلوب (أذن من طين وأذن من عجين) فإنه أسلوب لا يليق بخطوط كانت ترفع في يوم من الأيام شعار (نعتز بخدمتكم) .. وتحقق ذلك قولاً وفعلاً عبر رجال أخلصوا النوايا .. واخلصوا في الأداء فاللهم اعد ذلك الزمن الجميل لخطوطنا إنك على كل شيء قدير. آخر السطور (ليس المهم زيادة حجم المطار وليس المهم زيادة عدد الطائرات وانما المهم كيف تدار الأمور بطرق علمية تحقق الأهداف).