ماذا سأقول عن الأستاذ محمد صادق دياب , ومن أين أبدأ وعن أي خلق أتحدث عن فقيدنا رحمه الله , لقد عرفته ونحن في ريعان الأمل يستفزنا الشباب ويستحثنا الأدب إلى المنافسة والإبداع ونقتسم حظوظ الوقت الضاحك الباكي على أديم الزَّمن نحاول أن نرمم أشلاء الهزائم في نفوسنا بالسخرية من الزمان الذي يُلقي بحموله على عشاق الحياة فيُذيقهم من جحوده وظلمه ما يُعجز كواهل السلوان عن حمل عذابات الوقت. أعرف الأديب محمد صادق دياب كريم النفس عفيفها يوم أن كان مشرفاً على الملحق الأدبي بجريدة المدينة وهو يقدم لنا أدباً إنسانياً رفيعاً من خلال مواهب أدبية تعشق الحرف وتستنبت منه معنى الحياة في إطار تجارب فنيَّة جميلة المعنى والمبنى , كان رحمه الله لا يفرق بين كبير وصغير إلاَّ بقدر الإبداع , وكان يفتح صدره لكل العطاءات الأدبية , وأجمل من ذلك أنه كان نصيراً لمظلومي الأدب الذي تحول أهواء الإمِّعات عن إظهار قيمة الوطن بأعلامه وأدبائه , وعلمائه لا يثنيه اختلاف الرأي عن النشر فلا يغمط الحقائق حقها كما يفعل مرضى الأخلاق في زمننا المعاصر الذين لم يكونوا قدر زمانهم وأصغر حتى من أنفسهم الكالحة ووجوههم القبيحة وضحالة فكرهم وانعدام الثِّقة في ذواتهم. ماذا سأقول أكثر عنك أيها الراحل إلى عوالم الغيوب تستفتح مغالق المكنون لترى حقائق الأشياء مجسدة المعالم وترى الطهر والحب والصّفاء والنقاء بديلاً عن أرضنا التي تحمل أدران الجشع والطَّمع والخسَّة والجحود والظلم. زفرة ألم تنطلق عليك أيَّها الصديق الصدوق الكريم النبيل ودمعة حُزنٍ نتوارث قطراتها على مر السنين والأباد نبكي أحباءنا ويبكون علينا أحبتنا يوماً وهي سُنة الحياة , نودِّع بعضنا بعضاً لنلتقي عند كريم مقتدر يمنُّ علينا بالعفو والعافية ويغفر زلاَّتنا ويرحم ضعفنا ويرضى عنا. رحمك الله أبا ( غنوه ) ومتَّعك بجنةٍ عرضها السموات والأرض أُعدت للمتقين اللهم. ارحمه وارحمنا إذا سرنا إلى ما سار إليه , اللهم إنا عبيدك أنت مولانا فتولانا بجودك وعطفك يا أرحم الراحمين. وعزائي إلى أبناء الفقيد وإخوانه وأهله جميعاً وأعزي نفسي وأدباء الوطن في فقيد الأدب الأستاذ/ محمد صادق دياب. (إنا لله وإنا إليه راجعون).