من المؤكد ان عملية التوسع في انشاء مصانع سعودية جديدة تشكل محور الخير والرفاه للمواطن السعودي على مختلف الأعمار بصفة عامة والشباب بصفة خاصة لأن في ذلك مصدر الخير والنماء والقضاء على البطالة البعبع المخيف لشبابنا والمطلوب هو وضع دراسات مستفادة من تجارب الامم المتقدمة في هذا المجال وخاصة تجارب الصين واليابان وكوريا الجنوبية ونقل هذه التجارب بشكل علمي مدروس وهذا يتم بوضع خطط علمية تقوم على تضمين المنهج الدراسي لدينا في التعليم العام والعالي مفردات دراسية فيها وسائل التأسيس لقيام صناعة وطنية تحويلية كبرى تلبي حاجة الوطن مع انشاء ورش عمل تدرب وتنفذ مطالب المستقبل الصناعي مع ارسال وفود طلابية الى الدول صاحبة التجارب المتقدمة في الصناعة بحيث تستفيد هذه الوفود وتنقل التجارب الصناعية التي نحتاج اليها على أن يسبق ذلك عقد اتفاقيات بين بلادنا وهذه الدول لتبادل الخبرات والتجارب والمهم هو ان نسير وفق خطط تهدف الى استشراف المستقبل من اجل العمل على النهوض الصناعي والتمكن من الاكتفاء الذاتي ومن ثم التصدير الى الخارج والقضاء على كابوس البطالة لدى شبابنا وهذه البطالة معوق كبير لنا في مسارات التنمية الوطنية ولا يصح تجاهل ذلك اذا اردنا التقدم والتطور والاستفادة من الدخل الوطني المتوفر الآن المتمثل في البترول الذي لا يمكن ان يستمر هو مصدر الدخل المعتمد عليه للأجيال القادمة وهذا يفرض علينا البحث عن بدائل وطنية ترفد الدخل القومي كما تعمل العديد من الدول البترولية المجاورة لنا في محيطنا الخليجي. والصناعة لاشك هي أهم مصادر الدخل المضمون بإذن الله بعد ضياع مصادر اخرى لدينا مثل الثروات الزراعية والحيوانية نتيجة عدم اتباع سياسة مقننة تبقي على هذه الثروات المهدرة وما نخشى منه ان تفقد الثروة البترولية وهي لاشك سوف تنضب ان طال الزمن او قصر وهذه حقيقة كما يؤكد علماء الجولوجيا ولهذا اجد المطلب الوطني الآن هو الاتجاه مباشرة الى الصناعة ونستطيع النجاح فيها عند امتلاك الارادة وهي موجودة لدى قادة هذا الوطن المعطاء الذين يريدون الخير لوطنهم ومستقبل أجياله وخاصة اننا الآن نشهد بطالة مخيفة وقاتلة لدى شبابنا من الجنسين ومنهم خريجو الجامعات الذين امضوا اكثر من اربع سنوات على التخرج ولازالوا دون عمل بعد تخلي القطاع الحكومي عنهم بحجة ان القطاع الأهلي مسؤول عنهم فكيف يعمل شاب او شابة من ابناء السعودية في شركة لا تعطيه او تعطيها راتباً لا يزيد عن الف وخمسمائة ريال ونحن نعرف الظروف الاقتصادية التي نمر بها علاوة على أن ظروفنا الاجتماعية وغيرها لا تساير مثل هذا الدخل المتدني ولهذا علينا التفكير من الآن بالتوسع في انشاء مصانع حكومية تمثل لنا انقاذ شبابنا من الجنسين بعد تأهيلهم على خطوات مدروسة بالتدريب العملي والابتعاث مع تعديل المناهج الدراسية واعداد مراكز تدريب محلية وفي المدارس والمعاهد على أن تراعي هذه المصانع المنتظرة مطالب السوق المحلية والأسواق المجاورة فمثلاً علينا التخطيط لصناعة توجد لها خامات لدينا مثل صناعة الورد الطائفي وما يستفاد من الانتاج المحلي مثل التمور والفواكه مثل الرمان والنعناع وزيت الزيتون والمكسرات وغير ذلك ثم البدء بصناعة الملابس ومنها العقال والشماغ وغير ذلك ولا مانع من استيراد المواد الخام اذا عدم توفرها لدينا مع ان لدينا العديد من المواد الخام وهذا لاشك يوفر لنا جملة فوائد متاحة مثل ضمان مستقبل الوطن بإذن الله وتشغيل شباب الوطن وشاباته واظهار قيمة هذا الوطن بين الامم والأمل بعد الله معقود على قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وسدد الله الخطوات الخيرة .