كانت هناك تجارة بشر من قديم الزمان وكانت افريقيا مركزها ومحضنها ثم عادت تجارة البشر في القرن الواحد والعشرين ولكن بعد أن تغير مركزها من افريقيا الى اوروبا وتغير مسماها الى صفقات شراء اللاعبين وكم سمعنا عن لاعبين كرويين بلغت اثمانهم في سوق البشر الرياضي مئات الملايين. ثم انتقلت تجارة البشر الجديدة من اوروبا لبلاد العرب ولكن باسعار متهاودة ولا زالت هذه التجارة مزدهرة الى هذا اليوم. وتجارة اللاعبين الكرويين تجارة خطرة وربما زادت في خطورتها على خطورة تجارة الاسهم لان النادي قد يشتري اللاعب بعشرات الملايين ثم يصاب اللاعب بالرباط الصليبي في اول مبارة فتذهب ملايين النادي ادراج الرياح وفوقها ملايين اخرى في العلاج والتأهيل اما بالنسبة للاعبين فإن الرباط الصليبي هو بداية رحلتهم الطويلة لسلة المهملات. ومن انواع تجارة البشر احتكار الفنانين والفنانات ويتهافت الفنانون على الاحتكار تهافت الفراش الملون على النار لأنهم على ما يبدو يحققون من ورائه المكاسب والدعايات ويثبتون لجمهورهم بانهم مرغوبون ومطلوبون وقد صرح احد الفنانين بعد ان لاموه على عقد الاحتكار صرح بقوله : الاحتكار ولا الافتقار . وشاهدني زميل وانا اكتب مقالي فقال : لاتنس العاملات المنزليات وسائقي الليموزين ففي الاثنين نوع من تجارة البشر فقلت له على الفور : ان هذا الموضوع مختلف وخارج عن نطاق المقال وساركز كلامي على صلب الموضوع لا على فروعه. وتخيل احد الزملاء الساخرين سوقا للاعبي الكرة المخضرمين من اوروبيين وبرازيليين وعرب، اولئك اللاعبون الذين اقعدتهم الاصابات وانهكتهم المباريات وحان وقت اعتزالهم وزمن اختفائهم وقد تخيلهم زميلي مجتمعين في صالات كبيرة وبينهم النخاس (تاجر البشر ) يصيح في الميكرفون باعلى صوته : على عشرة على عشرة والمقصود بالطبع على عشرة آلاف ومندوبو الاندية الصغيرة يدورون بين الصفوف لاختيار من يناسبهم من هؤلاء اللاعبين سعراً وصحة . لاشك ان ذلك محض خيال الا انني سرحت شخصيا مع احلام اليقظة وسالت نفسي : هل يمكن ان ياتي يوم يباع فيه كتاب الصحف كما يُباع اللاعبون بمعنى ان تعرض صحيفة على صحيفة اخرى بيع كاتبها المفضل بمقابل مادي كبير. لا أعتقد ان ذلك ممكنا لثلاثة اسباب اولها ان الاوروبيين الذين يسبقوننا في كل شىء لم يفعلوا ذلك الى الآن وثانيها أن عصرنا كما قال عنه توفيق الحكيم هو عصر قدم لا عصر قلم وثالثها ان الكثير من العامة يعتقدون ان اي انسان يستطيع ان يكتب بسواد على بياض ويصبح كاتبا مشهورا بعكس اللاعبين الذين يتعرضون للاختبار والاختيار والتدريب والتاهيل والكروت الملونة والطرد والايقاف . وعلى كل حال اذا جاء زمن بيع كتاب الصحف فان كاتب هذا العمود برسم البيع والمفاهمة مع رئيس التحرير .