في إطار سلسلة البرامج والأنشطة الثقافية والاجتماعية، أقام مركز الهدى النسائي بالباحة موخرًا حفل الجنادرية لعضواته وزوّاره، وذلك بالتزامن مع إقامة المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 31"، وبحضور عدد كبير من زائرات المركز اللاتي ارتدين الأزياء الشعبية، وحملن مقتنيات مختلفة لتراث مملكتنا الغالية. ويأتي هذا الحفل كعرسٍ وكرنفالٍ رائع يجسّد معاني تراثنا الوطني الأصيل، ويقام في جنبات المركز لعاملاته وزائراته من المجتمع اللاتي لم تسنح لهن الفرصة لزيارة المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" الذي ينظمه الحرس الوطني كل عام، والذي يعد مناسبة تاريخية في مجال الثقافة، ومؤشرًا عميقًا للدلالة على اهتمام قيادتنا الحكيمة بالتراث، والثقافة، والتقاليد، والقيم العربية الأصيلة، حيث تمتزج في نشاطاتها عبق تاريخنا المجيد بنتاج حاضرنا الزاهر ليأتي للتأكيد على هويتنا العربية الإسلامية، وتأصيل موروثنا الوطني بشتى جوانبه، ومحاولة الإبقاء والمحافظة عليه ليبقى ماثلًا للأجيال القادمة. وتنبثق أهميته من الرعاية الملكية الكريمة التي يحظى بها المهرجان، ليعكس الأهمية القصوى التي توليها قيادة المملكة لعملية ربط التكوين الثقافي المعاصر للإنسان السعودي بالميراث الإنساني الكبير الذي يشكّل جزءًا كبيرًا من تاريخ البلاد. وصرّحت رئيسة المركز هدى بنت أحمد الزهراني، ل "المواطن"، بأن: "هذا المهرجان العريق يزهو بنساء مملكتنا الغالية ليجعلهن كالورود الجميلة بكل ألوانها، ويحتضن الوطن بعبق الماضي في رحاب الحاضر المتجدد، وأنا سعيدة وكلّي غبطة، وفرح، وسرور أن أتحدث نيابةً عن عاملات مركز الهدى في كرنفال مهرجان الجنادرية الذي يعتبر عرسًا ثقافيًا سنويًا يطل برائحة وبعبق الماضي والأصالة، كما تهدف الجنادرية لربط الماضي بالحاضر من ذكريات وتاريخ الأجداد، وكعادة مركز الهدى، يسعى دائمًا إلى الاحتفال بهذه المناسبة الغالية على قلبونا". ثم جاء بعد ذلك عرض مرئي، وعرض حي ميداني متنوع من الفلكلور الشعبي، والرقصات، والأزياء، وزفات العروس التي تمثّل منطقة الباحة في مشاركتها كبقية مناطق المملكة في مهرجان الجنادرية. وعلى هامش الحفل، عبّر عدد من العاملات والزائرات والحاضرات، ل"المواطن"، عن مشاعرهن وسعادتهن بهذا البرنامج والكرنفال الرائع، حيث قالت نائبة مديرة المركز شريفة بنت أحمد العمري: "الجنادرية هي مدرسة للجيل الجديد، حيث يتعلّمون تراث آبائهم وأجدادهم، ويشجعهم كي يجتهدوا على التعلم وتعليم أبنائهم كيف صبروا، واجتهدوا، وتعبوا، وأنا أؤيد أن يكون هذا المهرجان كل سنة ليجسّد معنى الماضي بجيل الحاضر في قالبٍ جميل ليزهو بأغصانه عنان المجد وهامات الفخر بماضينا العريق". وتحدثت الزائرة أروى بنت أحمد الغامدي قائلة: "مكان الجنادرية نفسه لا يعني لي ولكن التراث هو المهم، وأنا شخصيًا تعلّمت تراثي -تراث أهل الجنوب- من الجنادرية، فهي المكان الوحيد الذي يجمع مناطق المملكة كلها جنبًا إلى جنب، فمن الجيد أن يحافظ الواحد على تراثه وتراث أجداده، ويحافظ عليه من الاندثار، ويحاول -قدر المستطاع- أن يوصل تراثه خارجًا، متمنية أن يكون مثل هذا المركز في جميع مناطق المملكة، وأسأل الله التوفيق لجميع القائمين على هذا المركز الرائع". وتطرّقت الزائرة هناء بنت سعيد الغامدي، في حديثها مع "المواطن"، إلى أن الجنادرية تعنى بتراث الأجداد ليطّلع عليه الأطفال والشباب، ولكل بلد تراث يفتخر به، ونجدد الانتماء بالجنادرية لهذا التراث، وتعتبر منطقة الباحة مليئة بالعادات الجميلة مثل "زفة العروس" كما شاهدناها قبل قليل، حيث تعتبر من التراث الأزلي القديم والمتجدد لأهل الباحة في زواجاتهم. وفي الختام، غادر الجميع مقر الحفل، وقد ارتسمت الفرحة على وجوههن بعد انقضاء يوم مليء بالمفاعل والمناشط التراثية والثقافية المختلفة.