استعرض المدير الإقليمي لمكتب قناة الإخبارية بالمنطقة الشرقية الإعلامي خالد الجناحي جوانب مضيئة من شخصية المقاتل السعودي في حرب عاصفة الحزم، جمعت بين الشجاعة والمروءة والإنسانية ضد الخصم خلال لقاء نظمته رابطة إعلاميي الجبيل أمس بعنوان (ليلة وفاء لنخبة الإعلاميين بالمنطقة الشرقية)، وذكر الجناحي خلال حديثه لنحو 60 إعلاميًّا من مختلف وسائل الإعلام بما فيهم حسن قبلان القحطاني، رئيس مجموعة إعلاميي الشرقية. وأوضح أن حرب عاصفة الحزم أسست لمفهوم الإعلام الحربي بلغة العصر التقنية، التي تعتمد على استثمار الإمكانيات المتاحة كافة وفي مقدمتها الجوّال الرقمي. وأضاف في مستهل اللقاء: “هزمنا العدو وكسرنا شوكة إعلامه الكاذب، خلال تواجدنا في أرض المعركة. كما أشاد بدور زملائه المصورين خالد عقدي وعماد الأمير”، مشيدًا بدور وسائل التواصل الاجتماعي في التأثير وخاصة “تويتر”. وأشار إلى أن حرص قيادة التحالف على سلامة العاملين في المجال الإعلامي كانت من أهم العوامل التي حدّت من تواجد العنصر الإعلامي في الخطوط الأمامية، ما جعل التغطيات في بداية الحرب تكون محدودة، الأمر الذي جعل هاجس التغطية الإعلامية ينتقل من مرحلة المهمة إلى درجة الواجب الوطنيّ، ما تطلّب من عناصر قناة الإخباريّة في الحد الجنوبي أداء مهمتهم من منطلق الدفاع عن الوطن، مصنّفين أنفسهم ضمن أفراد القوات المسلحة في المصير المشترك، فركبوا المدرعات، وارتدوا اللباس العسكري والدروع الواقية والخوذات العسكرية، ورافقوا القادة، واطلعوا على سير العمليات العسكرية من غرف العمليات الحربية، وتواجدوا مع القناصة في ثكناتهم على خطوط التماس، وشاهدوا بأعينهم مواقف وثقتها كاميراتهم جسدت جوانب في غاية السمو والإنسانية للمقاتل السعودي، لايمكن أن يتصف بها مقاتل حرب سواه، تمثلت في تراجع القناصة عن قتل أحد عناصر العدو عند رؤيتهم له يصلّي. وأكد أنها جسدت أيضًا مواقف أخرى حرص المقاتلون السعوديون على محاصرة عناصر معادية وإجبارهم على الاستسلام بدل من قتلهم، رغم أن ذلك كان ممكنًا، بالإضافة إلى توقفهم عن استخدام أسلحة متقدمة قوية الفتك حرصًا على سلامة المدنيين القريبين من تجمعات العناصر الحوثيّة، وعدم قصف مساجد كان يحتمي بها عناصر أخرى، إلى غير ذلك من المواقف. واستكمل: “فيما عكست شخصية المقاتل السعوديّ نفسه صلابة وشجاعة منقطعة النظير في المواجهة والتقدم وحماية تراب الوطن من أن تدنسه العناصر المعتدية، حيث كان المقاتلون السعوديون يتسابقون على مواجهة العدو؛ لينال كل منهم شرف الدفاع عن الوطن”. وصرح الجناحي بأنه: “لقد غطّى فريق عمل الإخبارية أحداث الحرب في مناطق شديدة الخطورة، حماهم بعد الله دقة الخطة المنفذة في العمل بالتنسيق مع قيادة الحرب، حيث تتم التغطية والانسحاب بالتزامن مع قوات التحالف، ومن تلك المواقف تعرّض أحد المواقع إلى قصف كثيف بمختلف الأسلحة فور الانسحاب منه على خطوط التماس، كان لتلك التغطية الفضل في هزيمة العدو وتراجعه عند بث التغطية من تلك النقاط المتقدمة، وزاد من أهمية التغطيات استخدام ” تويتر” الإخبارية، الذي كان له الفضل في نقل كثير من الأحداث بصورة مذهلة، جعلت منه مصدرًا معلوماتيًّا موثوقًا عند مئات القنوات. فيما أشار الجناحي إلى دور الرسائل الإيجابية للمواطنين والجهات المسؤولة في نفسيات المقاتلين السعوديين ومعنوياتهم، حيث عززت الولاء والانتماء وحفزت روح التضحية والفداء، جعلتهم يصبرون على مصاعب جمة لايمكن لنا تصوّرها مثل ظروف الطقس والتضاريس المتزامنة مع ضراوة الحرب التي كانت تحد نسبيًّا من توفير بعض الضروريات لفترات محدودة، ولكن عزائم الرجال، والإيمان بالقضية والهدف، وحب الأرض، والولاء للقيادة جعلت من تلك الظروف عوامل حفز، وأسباب شرف يفتخرون بها. كما استعرض مراسل الحرب خالد الجناحي جانبًا إنسانيًّا لمواقف للجنود الأبطال، كان منها رصده لمكالمة دارت بين أحد الجنود وابنته ذات السنوات السبع عندما قلت لوالدها لقد اشتقنا لك، فأجابها: إنني هنا لحمايتكم من الأعداء، مُسائلًا إياها: هل تريدين مني أن أترك الأعداء يدخلون بلادنا ؟ فأجابت: لا.. لكن اقتلهم وعد إلينا سالمًا” ومن جانبه، قال رئيس رابطة إعلامي الجبيل عيسى الخاطر، في كلمته خلال الحفل: “استهدف اللقاء نقل تجارب العمل الإعلامي النوعي لكل الزملاء بالمنطقة الشرقية عبر استضافة الزميل خالد الجناحي باعتباره المراسل الرئيس لقناة الإخبارية خلال 200 يوم قضاها في تلك التغطية، عبر كاميرا التليفزيون، وتغريدات تويتر، ورسائل الواتساب، وتقارير الاخبارية نت، أكثر من وسيلة تواصل مع مراسل واحد لمهمة حربية وطنية، إنه شرف عظيم تم أداؤه بمهنية تامة، كانت تستحق أن تنقل لزملاء الميدان. وشدد على أن خالد الجناحي في الحد الجنوبي يمثلنا جميعًا، داعيًا لجنودنا البواسل ولبلادنا بالنصر المؤزر، ولليمن الشقيق بالاستقرار. وفي ختام اللقاء أجاب مراسل الحرب والسلام خالد الجناحي عن بعض أسئلة الإعلاميين. واختتم الحفل بتكريم رابطة إعلاميي الجبيل للإعلامي الجناحي ثم السلام الملكي.