التنافس الشريف ميدان لا يعرفه سوى الفرسان، يخطوا أحدهم بثقة العارف بقدراته المعترف بفضل سابقيه، يغمره الطموح لتقديم جديد يتفوق به على أدوات منافسيه، كاسرًا كل العقبات محافظًا على كل التقاليد والأعراف، ناسبًا الحق لأهله متفاخرًا بما قدّمه لا بما قلّده، فالمحاكاة سُنّة كونية، يحاكي الطفل أباه، والتلميذ أستاذه، والمريد شيوخه، حتى يتسنى له اشتداد العود، وابتكار طريقته الخاصة نحو التميّز، أو يكتفي بالتقليد، ويركن إلى صفوف العامة، مفسحًا منصة الريادة لمن هم أكثر إبداعًا وانتشارًا. منذ فترة ليست بالكبيرة ظهرت قناة الجزيرة كمنبر إعلامي، يضم كوكبة يتوسم فيها المتلقي للوهلة الأولى طاقمًا يسعى للابتكار والتميّز، رويدًا رويدًا سبقت آلتها الدعائية إمكانياتها، فوضعتها في أكثر من مأزق لا تُحسد عليه، من الظهور بمظهر المتفرد بكسب المتابع العربي -خلافًا للواقع- إلى السقوط في بئر الأرقام المخطئة والإحصاءات غير الدقيقة بالمرة، مرورًا بتسخير مذيعيها للحديث عن نجاحات وهمية، تستند إلى تقارير معلبة متحيّزة غير متحرية الصواب، ما وضع مصداقيتهم قبل مصداقية المحطة ككل في مهب ريح التكذيب. نتيجة هذا الأسلوب السابق، قد يظن المتابعون للوهلة الأولى أن هناك تقاربًا في التنافسية على جذب المشاهد العربي بين قناة الجزيرة وقناة العربية، لكن لغة الأرقام لا يمكن المزايدة عليها أو تزييفها، لذا رصدت “المواطن” ثلاثة مناطق زعمت الجزيرة تفوقها المطلق فيها، بينما أثبتت البحث والتدقيق خطأ حساباتها. أولًا: السبق في البرامج والنشرات ثانيًا: عدد متابعي المذيعين في مواقع التواصل ثالثًا: عدد متابعي قنوات المحطتين في مواقع التواصل