بدأت مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينةالمنورة تنفيذ المرحلة النهائية من نقل محتويات المكتبات الوقفية المودعة فيها إلى المقر المؤقت لمجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الرقمية الذي يرأس مجلس إدارته صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة . وتعد مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينةالمنورة التي تحظى باهتمام سمو أمير المنطقة للارتقاء بها إلى أعلى درجات الخدمة المكتبية الحديثة وتهيئة المناخ العلمي للباحثين التي تجمع بين خصائص المكتبة العامة ومركز المخطوطات ومركز البحث العلمي، من أكبر المكتبات التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد وهي مركز إسلامي علمي إعلامي مفخرة من مفاخر بلادنا الغالية. وأوضح مديرعام مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينةالمنورة الدكتور محمد سيد الشنقيطي لوكالة الأنباء السعودية أنه بناء على توجيه سمو الأمير فيصل بن سلمان جرى إعداد خطة لنقل محتويات المكتبة التي سيتم إزالة مبناها لصالح توسعة المسجد النبوي الشريف بالتعاون مع إدارة الملك عبدالعزيز ، المشتملة على عدة مراحل بدأت منذ الثالث من شهر رجب العام الماضي بنقل المخطوطات التابعة لعشرين مكتبة وقفية ثم تبعها في شهر شوال الماضي تنفيذ المرحلة الثانية في نقل الكتب النادرة التي يتجاوز تاريخ طباعتها ( المائة عام ) ، حيث صاحب هاتين المرحلتين عملية ترقيم المحتويات بنظام (RFID ) وتعقيم المخطوطات والكتب بالأوزون عبر المعامل المتحركة التابعة “لوحدة التعقيم المتنقلة في مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للترميم والمحافظة على المواد التاريخية”. كما اشتملت عمليات النقل على الجرد والإيداع في المستودع الرقمي لتوثيق جميع محتويات المكتبات الوقفية من جميع المقتنيات ، مشيراً إلى أن العمل مستمر منذ ستة أشهر عبر الشركات المنفذة بإشراف دارة الملك عبدالعزيز . وبيّن الدكتور الشنقيطي أن مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينةالمنورة التي تأسست في بداية عام 1393ه في ساحة المسجد النبوي من الجهة الغربية عندما وضع الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – حجر أساسها وافتتحها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – عام 1403ه ، تضم المصحف الشريف وعدداً من المصاحف المخطوطة البالغ عددها 1878 مصحفاً و 84 مجموعة ربعة قرآنية تعكس مدى اهتمام العلماء المسلمين بكتاب الله الكريم وعنايتهم به حفظاً ودراسة وكتابة وتفسيراً وترجمة وخطاً وزخرفة مما يعد ثروة ثمينة لدراسة الخطوط وتطورها عبر العصور الإسلامية. كما تضم المكتبة أيضاً أقدم مصحف مخطوط يعود تاريخه إلى عام 488ه بخط علي بن محمد البطليوسي كُتب على رق الغزال، ويتلوه مصحف كتب عام 549ه بخط أبي سعد محمد إسماعيل بن محمد وأهدي عام 1253ه ، بالإضافة إلى مصحف متميز مخطوط بخط غلام محيي الدين سنة 1240ه وزنه ( 154 كيلو جراماً ) والمعروضة حالياً في معرض القرآن الكريم الواقع بجوار المسجد النبوي الشريف . وأبان أن المخطوطات بالمكتبة يبلغ عددها حوالي 17.000 مخطوطة أصلية توليها المكتبة عناية خاصة من حيث الاقتناء والتنظيم والصيانة والتجليد ، فيما يضم قسم الكتب النادرة ضمن مجموعاتها الخاصة عدداً من الكتب النادرة يبلغ مجموعها حوالي 30.000 كتاب في قاعة مستقلة خاصة بها ، لافتاً إلى أن الكتاب النادر هو كل كتاب يتصف بصفة ندرة الحصول عليه تجارياً وله قيمة تاريخية أو علمية وكونه الطبعة الأولى لمؤلف ذي قيمة علمية والطبعات التي تحمل تعليقات من مؤلفين بارزين وكونه مما نشر قبل عام 1370ه داخل المملكة أو خارجها وكونه قديماً ذا تجليد فاخر جداً أو مذهباً أو مزخرفاً بالنقوش والأشكال الفنية أو المطعم تجليده بالمعادن والأحجار النفيسة ، كما تحتوي المكتبة أيضاً على قسم المطبوعات الحديثة التي يبلغ عدد الكتب فيها حوالي 60.000 كتاب مفهرسة ومنظمة ومصنفة تغطي معظم جوانب المعرفة . وتحوي مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينةالمنورة أيضاً العديد من المكتبات الموقوفة منها مكتبة الشيخ عارف حكمت التي أنشأها في المدينةالمنورة سنة 1270ه – 1853م التي تعد ثروة أدبية للمدينة المنورة في العصر الحديث لغناها بالمخطوطات القيمة والنادرة في شتى العلوم والفنون وتزخر بالكثير من التراث الإسلامي المكتوب باللغات العربية والفارسية والعثمانية، إضافة إلى أن كثيراً من المخطوطات زيّنت من حيث الخط والتذهيب وهي تحتوي على أكثر من أربعة آلاف مخطوط أصلي و 632 مجموعاً خطياً يحوي 3838 رسالة مخطوطة إضافة إلى 7875 مطبوعاً نادراً وحديثاً، كما تضم مكتبة حكمت مجموعات ملحقة عن طريق الوقف في حين تغطي مخطوطات المكتبة أحد عشر قرناً تبدأ من القرن الرابع الهجري وتنتهي في القرن الرابع عشر الهجري والكثير من مخطوطاتها نسخت على أيدي مؤلفيها . وأفاد بأن المكتبة المحمودية تعد ثاني مكتبة بالمدينةالمنورة من حيث المحتويات والتنظيم والشهرة وتحتوي على ما يقرب من 3000 مخطوط من المخطوطات الثمينة النادرة ومطبوعات حجرية نادرة وحديثة يبلغ عددها 3765 مطبوعاً تتميز بكثرة مخطوطاتها في بعض الفنون مثل التفسير والحديث والفقه الحنفي والحنبلي والتاريخ وبالمجاميع الخطية التي تضم رسائل في فنون متنوعة لمؤلفين مختلفين تصل في بعض المجاميع إلى أربعين رسالة وتتراوح تواريخ نسخ المخطوطات بهذه المكتبة بين القرنين الرابع الهجري والثالث عشر الهجري .