تعد مكتبة الملك عبدالعزيز الواقعة بالجهة الغربية من المسجد النبوي بالمدينةالمنورة مركزاً إسلامياً علمياً وثقافياً , ومفخرة من مفاخر بلادنا الغالية , يرتادها الباحثون والمثقفون للتزود بالكنوز العلمية التي تضمها المكتبة التي تجسد بجلاء حرص قيادة البلاد منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - على العلم والعلماء ونشر الثقافة , حيث أنها تجمع بين خصائص المكتبة العامة ومركز المخطوطات ومركز البحث العلمي . وتم إنشاء هذا الصرح العلمي الثقافي قبل أكثر من أربعة عقود وبالتحديد في بداية عام 1393ه , بساحة المسجد النبوي من الجهة الغربية عندما وضع الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - حجر أساسها وافتتحها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - عام 1403ه . وتضم المكتبة , المصحف الشريف وعددا كبيرا من المصاحف المخطوطة البالغ عددها " 1878 " مصحفا و " 84 " ربعة قرآنية , تعكس مدى اهتمام العلماء المسلمين بكتاب الله الكريم وعنايتهم به حفظا ودراسة وكتابة وتفسيراً وترجمة وخطا وزخرفة مما يعد ثروة ثمينة لدراسة الخطوط وتطورها عبر العصور الإسلامية . وتحوي المكتبة , أقدم مصحف مخطوط يعود تاريخه إلى عام 488ه بخط علي بن محمد البطليوسي كتب على رق الغزال , ويتلوه مصحف كتب عام 549ه بخط أبي سعد محمد إسماعيل بن محمد وأهدي عام 1253ه , كما تضم المكتبة مصحفا متميزا مخطوطًا بخط غلام محيي الدين سنة 1240ه مقاسه ( 5 ر142 × 80 سم ووزنه 154 كيلو جرام ) يحفظ داخل خزانات خاصة بها مصنوعة من الخشب . ويشتمل قسم المخطوطات على " 15.722 " مخطوطا أصليا توليها المكتبة عناية خاصة من حيث الاقتناء والتنظيم والصيانة والتجليد ، بينما يضم قسم الكتب النادرة ضمن مجموعاتها الخاصة , عدداً من الكتب النادرة يبلغ مجموعها " 000ر25 " كتاب في قاعة مستقلة خاصة بها ، مع الإشارة إلى أن الكتاب النادر هو كل كتاب يتصف بصفة ندرة الحصول عليه تجاريا وله قيمة تاريخية أو علمية وكونه الطبعة الأولى لمؤلف ذا قيمة علمية والطبعات التي تحمل تعليقات من مؤلفين بارزين , وكونه مما نشر قبل عام 1370ه داخل المملكة أو خارجها وكونه قديما ذا تجليد فاخر جداً أو مذهباً أو مزخرفاً بالنقوش والأشكال الفنية أو المطعم تجليده بالمعادن والأحجار النفيسة . ويوجد في المكتبة قسم المطبوعات الحديثة الذي ينضوي تحته " 000ر90 " كتاب مفهرسة ومنظمة ومصنفة تغطي معظم جوانب المعرفة , وقسم خاص للرسائل الجامعية التي تعد من أوعية المعرفة الأكاديمية المحكمة وتبذل الجهود لاستقطاب أكبر عدد منها لإثراء البحوث والدراسات العلمية , وقسم للدوريات العلمية واقتناء عدد كبير منها في مختلف حقول المعرفة وذلك لأهمية الدوريات وما تمثله من قيمة علمية فهي من أهم أوعية المعلومات لملاحقتها للجديد من الإنتاج الفكري, وقسم المواد السمعية والبصرية ويتضمن عددا كبيرا من المصغرات الفيلمية من مخطوطات المكتبة للباحثين , وصور رقمية لجميع مخطوطات المكتبة , وإتاحتها للباحثين والباحثات عبر شبكة داخلية مستقلة للمخطوطات , وتوفير الأجهزة اللازمة للعرض وقراءة الأوعية المصغرة الميكروفيلمي . // يتبع // 16:58 ت م تغريد