ذكر الإمبراطور الياباني أكيهيتو، في خطابٍ نادرٍ له، أنه يودّ التخلي عن العرش، وفي حال تنفيذ ذلك سيكون أول حاكم ياباني يتخلى عن الحكم منذ 200 عام. ونشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تقريرًا كشفت فيه عن خمس معلومات عن إحدى أقدم العائلات الملكية في العالم، وأكثرها عزلة، وهي عائلة الإمبراطور الياباني أكيهيتو. أولًا، تعتبر العائلة الإمبراطورية اليابانية من أقدم العائلات الملكية في العالم. فالإمبراطور أكيهيتو هو الإمبراطور رقم 125 في سلسلة يعود تاريخها إلى نشأة الدولة اليابانية عام 600 قبل الميلاد، على يد الإمبراطور جيمو . ورغم أن تاريخ أول 25 إمبراطورًا يلفه الغموض، إلا أن هناك أدلة تاريخية كافية تُدعّم فكرة التسلسل الوراثي لتلك العائلة منذ عام 500 ق.م. وحتى الآن. وبعد وفاة الإمبراطور الياباني، يغير اسمه إلى اسم يعبر عن فترة حكمه، سيطلق على أكيهيتو اسم “هايسي”، أي “السلام في كل مكان”، للتعبير عن فترة حكمه التي بدأت بتتويجه عام 1989. أما والده، الإمبراطور هيروهيتو، فقد أُطلق عليه اسم “شوا”، أي “اليابان المتألقة”. كما يعتبر الإمبراطور في اليابان هو رئيس الدولة، وكذلك المرجع الديني الأعلى بالنسبة لديانة الشنتو. واليابان هي الدولة الحديثة الوحيدة التي تطلق على حاكمها لقب “إمبراطور”، وتلفظ باليابانية “تِنُو”، أي “الحاكم الإلهي”، حيث زعم الحكام اليابانيون أنهم مفوضون من الإله للحكم، ولكن في القرون المتأخرة، تحولت الفكرة إلى تأليه الحاكم. أما بعد الحرب العالمية الثانية، ومع استسلام اليابان، اعترف الإمبراطور هيروهيتو أن الإمبراطور ليس إلهًا. وفي دستور ما بعد الحرب، الذي أُقرّ عام 1947، اعتبر الإمبراطور “رمزًا للدولة ووحدة الشعب”، حاكمًا رمزيًا، ليس له سلطة سياسية. وفي بداية كل عام، منذ عام 1869، بعدما استعاد الإمبراطور مايجي سلطة الإمبراطور، ووضع اليابان على طريق التحديث والتصنيع، كان الإمبراطور يستضيف سلسلة من المحاضرات العلمية. وكان الإمبراطور هيروهيتو وابنه الأكبر أكيهيتو من هواة علوم البحار، فقد كتب هيروهيتو عِدة أوراق بحثية عن الهايدروزوا، وهي نوع من الكائنات البحرية قريبة لقنديل البحر. أما أكيهيتو فيعتبر خبيرًا بسمكة القوبيونية. كتب أكيهيتو 38 مقالًا علميًا عن تلك السمكة، وقد سميت فصيلة مكتشفة حديثًا من السمك باسمه. وتاريخيًا، كان يحق للنساء اعتلاء العرش، ولكن 8 فقط من حكام اليابان كنَّ نساءً. وحتى بداية القرن العشرين، كان للإمبراطور الياباني زوجة رئيسة والعديد من المحظيات، كلهن من عائلات النبلاء. كان أكيهيتو أول إمبراطور يسمح له بالزواج من مواطنة عادية، وعليه تزوج من ميتشيكو شودا عام 1956، وكان قد التقى بها في ملعب تنس. فيما تزوج ابن أكيهيتو، ولي العهد الأمير ناروهيتو، أيضًا من مواطنة عادية، ماساكو أوادا، دبلوماسية سابقة. وقد أُصيبت الأميرة ماساكو بحالة نفسية عام 2006 بسبب الضغوط التي تعرضت لها لإنجاب وريث ذكر للعرش. وبموجب دستور 1947، يحق فقط للأبناء الذكور اعتلاء العرش، ولكن تعديلًا صغيرًا نوقش عام 2005 للسماح للنساء بالوصول للسلطة، ولكن حين أنجبت الأميرة ماساكو ابنتها، تم التخلي عن خطة تعديل الدستور. ويعيش أكيهيتو مع أسرته في قصر طوكيو الإمبراطوري، وهو مجمع شبيه بالحدائق العامة، ويعتبر من أغلى العقارات في العالم. ويحتوي القصر على سكن الأسرة الحاكمة، ومكاتب البيت الإمبراطوري، ومتاحف. كثيرًا ما يطلق على البيت الإمبراطوري في اليابان “عرش الأقحوان"، ولكن هناك عرش أقحوان حقيقي، وهو كرسي مزخرف يسمّى “تاكاميكورا” يجلس عليه الإمبراطور أثناء احتفال التتويج.