يُحيي أكثر من 160 ألف نسمة من أهالي محافظة الرس، إحدى محافظات منطقة القصيم، يوم غدٍ، عادات الاحتفال بعيد الفطر المبارك؛ حيث تتحول الأحياء والمزارع إلى موائد ضيافة طويلة يجتمع حولها أبناء الرس وزوّارها، وسط أجواء مفعمة بالتآخي والمحبة، والفرحة تحفهم بإتمام صوم شهر رمضان المبارك. وما أن ينهي الجميع أداء صلاة العيد في المصلّيات المعدة لها في الرس، إلا وتبدأ التهاني بين الأهالي والمقيمين بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، في حين تبرز مظاهر العيد القديمة مجدداً مع الجلوس على موائد العيد التي تمتلئ بها الأحياء والمزارع؛ حيث: “الكليجة، والتمر، والمعجنات، والحلويات الملونة، والمكسرات، والقهوة”، بالإضافة إلى “الكبسة، والجريش، والقرصان”. ومن حول هذه الموائد، يقضي الأطفال أوقاتهم في ممارسة اللعب والمرح بجانب أسرهم الذين يتبادلون الأحاديث وتهاني العيد، فيما يتجه البعض منهم إلى زيارة الأقارب في منازلهم، والبعض يتجهون لزيارة متاحف الرس القديمة؛ مثل متحف دار الغفيلي المرخص من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، حيث يحوي أكثر من 4000 قطعة أثرية متنوعة من خشبيات، ونحاسيات، وأقمشة. ويُعيد متحف الغفيلي لزوّاره ذاكرة الزمن القديم في منطقة القصيم ومحافظة الرس تحديداً، من حيث وجود: الدكان القديم ، ومجلس القهوة، والملابس والحُلي، وأدوات الزراعة، والحجريات بأنواعها من رحى وغيرها، والبنادق، والحرف القديمة كالنجارة، والصياغة، والصناعة، والخرازة. وللعيد في منطقة القصيم رونقه؛ حيث قال المرشد السياحي والباحث التاريخي عبد الله بن صالح العقيل: في عيدي الفطر والأضحى يتم تفعيل أعياد الأحياء في منطقة القصيم، لتكون محفلاً لممارسة العادات الجميلة والمظاهر الحسنة التي كان عليها الآباء والأجداد، يتجلى فيها صور التكافل الاجتماعي والمحبة بين الجميع. وأضاف العقيل: “يتبادل الجميع التهاني بالعيد بالقول: (عيدكم مبارك) أو (أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركة) أو (الله يتقبل منا ومنكم) أو (من العايدين الفايزين المقبولين)، وغيرها من العبارات الجميلة، مبيناً أن الفرحة تعم الجميع من الكبار، والصغار. وأفاد العقيل، أن أهالي الرس يحتفلون في الأحياء بالعيد، لتعم الفرحة جميع من يسكن الرس أو يزورها، مبيناً أن الأهالي يهتمون في احتفالهم بتكريم كبار السن، والمتقاعدين، والمتفوقين من أبناء الرس تشجيعًا لهم، وإسعاد الأطفال بالألعاب المسلية التي تبهج أنفسهم وهم يتباهون بلباس العيد الجديد. وأوضح أنه يبرز في العيد لبس الثوب الوطني والشماغ والعقال والمشلح، بينما يلبسن النساء ما يخصهن من القماش الملوّن والمزخرف؛ مثل: الكرته، والمقطع، والشوال، وغيرها، ثم يقوم كبار السن من الرجال والنساء بتوزيع الحلويات على الصغار حتى يفرحوا في هذا اليوم الجميل. كما يبرز أيضًا تقديم الوجبات الشعبية التي تقدمها ربات البيت، وتتجلى فيها البراعة في إعداد أنواع الأطعمة التراثية في صباح يوم العيد؛ مثل: الكبسة، والقرصان، والجريش، والكليجة، ثم تتواصل البرامج الترفيهية والمسابقات للأسر والأطفال في فترة المساء.