حالة من الجدل والشد والجذب بين وزارة المياه والكهرباء من جهة، ومن بين المواطن من جهة أخرى، على خلفية رفع تعرفة استهلاك المياه. فمن جهته، أكد وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة شركة المياه الوطنية المهندس عبدالله الحصين في تصريحات صحفية أن التعرفة الجديدة للمياه في منتهى المعقولية، ووصف الزيادة بأنها أقل من تكلفة فاتورة الجوال”، موضحاً أن المملكة أكثر دولة في العالم ندرة في المياه فضلاً عن ارتفاع التكلفة ونسبة النمو التي بلغت ل7%، وزيادة نسبة كميات المياه سنوياً. زيادة عشوائية وفي المقابل اعتبر مواطنون أن أسعار فواتير المياه زادت بشكل مبالغ فيه، بعد تطبيق التعرفة الجديدة لخدمات الصرف الصحي، ووصفوا تلك الزيادة ب”العشوائية”. وعبر مواطنون وناشطون على موقع التواصل الاجتماعي تويتر عن استنكارهم من هذا الارتفاع في الأسعار، وتمثل ذلك في هاشتاق ” #المياه_الوطنيه_اسعارها_جنونيه “، وهاشتاق آخر حمل وسم ” #تعرفة_المياه_الجديدة “. زيادة الإيجارات بالتبعية وحذر مغردون من تداعيات رفع تعرفة المياه على ارتفاع قيمة الإيجارات؛ لأن المالك سيقوم بدوره بإضافة قيمة زيادة الأسعار في فواتير المياه على قيمة إيجار المنزل، وبالتالي سيتحمل الموطن عبء زيادة التعرفة الجديدة. وغرد المواطن مالك الأحمد مستنكراً رفع تعرفة المياه قائلاً: “أهون الحلول وأسهلها”. بينما غرد الخبير الاقتصادي برجس حمود البرجس بقوله: “حرصنا والله وكتبنا الكثير عن ضرورة استخدام معايير تعيين الكفاءات، مسؤولون ليس لديهم أي حلول إلا مقترحات برفع الأسعار”. المهندس خالد الشريف من جدة غرد بقوله: ” #تعرفة_المياه_الجديدة فاقت كلفة الاستهلاك كلفة الإنتاج.. هل يراد الربح بهذه التعرفة المبالغ فيها جداً؟! هناك طرق أخرى لمنع هدر الماء!”. الماء ليس رفاهية وعن أثر زيادة التعرفة الجديدة على المواطن غرد خالد السليمان: “زيادة تعرفة المياه كان كبيراً ولم يقدر أثره على المواطن وقدرة تحمله للتكلفة، والماء ليس رفاهية يمكن الاستغناء عنها”. بدوره تساءل المحلل الاقتصادي محمد العنقري عن الخلل في زيادة التعرفة الجديدة قائلاً: “مع صدور أول فاتورة بتعرفة المياه الجديدة اتضح أن الارتفاع لم يكن محدودا كما قالت الوزارة والشركة أين الخلل”. وتحت هاشتاق ” #المياه_الوطنية_اسعار_جنونية ” علق خالد الخان مدير عام إحدى جمعيات الأيتام بالشرقية “أسعار فواتير الماء غير منطقية.. الماء أول وأهم احتياج للبشر”. بينما غردت المواطنة لطيفة الطويل مؤكدة على ضرورة إعادة النظر في التعرفة الجديدة بقولها: “كنا نشتكي من ارتفاع فواتير الكهرباء، جاءت فواتير الماء جعلتنا نقول الله يحللها. لا بد من إعادة نظر”. مطالب بوقف هدر الماء وكان للمواطن ناصر سالم رأي آخر حيث غرد مطالباً بوقف هدر الماء “لمن لا يعرف فإن تكلفة إنتاج وضخ المياه من الشرقية للرياض 25ريالاً/م3 فلا تتذمر من 6 ريالات/م3.. وأوقف هدر الماء”. واتفق نسبيا مع الرأي السابق المواطن أبو مشاري قائلاً عبر حسابه على تويتر: “لا مانع من رفع السعر كالبنزين أو الكهرباء، لكن بهذه الطريقة أصبحت فاتورة الماء هاجس وهم لأصحاب الدخل المحدود!!”. يذكر أن شركة المياه الوطنية قررت طبقاً لقرار مجلس الوزراء نهاية ديسمبر الماضي، رفع تعرفة المياه بهدف الحد عجز من الموازنة العامة، والحرص على كفاءة استخدام الموارد الحيوية، فضلاً عن الاتجاه نحو ترشيد الاستهلاك في المياه نظراً لتضاؤل مخزون المياه في البلاد.