النجاح يلمَع في الأفق، ويظهر للناس كافة، فمنهم من يبارك ويتطلع أن يفعل نجاحاً أفضل أو مماثل له، ومنهم من يخطط لإطفاء هذا النجاح. في كل مجال نجد هذا وذاك، لكنني سأحدد هنا دوراً بارزاً، وعملاً مبهراً ل “مكافحة المخدرات” في وطني، فقد أصبحت شوكةً في حلق كل مروِّج لخبرتهم، وعملهم الدؤوب لإفشال المؤامرات على وطننا وشبابنا، وإتلاف مشروعات الشياطين أمام أعينهم وعلانية أمام الناس بإظهار أموالهم العينية، والإشارة لهم بأننا قريبون منكم، ولكم بالمرصاد وبهذا أصبح نجاحهم قاتلاً كالسيف على رقاب المتربصين على بلدنا. أظهر الإعلام المتآمرين على المملكة، والمستهدفين لشباب الوطن، لأنهم مستقبل البلد، وحاضره، وقوته، وقلبه النابض فمن هنا كان اختيار الشياطين لهدفهم المنشود، والغاية المراد تحقيقها. كيف لهذه الكمِّيات أن تدخل إلى البلد، وكيف لهم أن يروجونها وإن كانوا كالخفافيش فعلاً؟! وللأسف كيف للشباب أن ينجرف لاستخدام هذه السموم مع كل هذه التوعية التي تُقام، وكيف لابن هذا البلد أن يساهم في ترويجها والدعوة لتجربتها خدمةً لأعدائنا؟! اعتاد الوطن أن يحضن مواطنيه وإن أخطؤوا، ويساعدهم في تخطي أعمالهم السيئة ليعودوا لسابق عهدهم أسوياء، ومتعافين فكرياً، وبدنِياً، بالنصح والإرشاد، وإعادة التأهيل بالطواقم الطبية المتخصصة، والمستشفيات المجهزة لمن انساق معهم. لكن!، من يُعيد الكَرَّة مرةً بعد مرة، ولم يعلن توبته الصادقة والخالصة ليعيش صحيح الفكر والبدن، ما هو جزاؤه؟! لماذا لا تُرفع عن هؤلاء وصايتهم عن نفسهم، وتُنقل إلى الدولة؟! فإما أن يصحو من غفلتهم، أو يبقوا على حالهم في وصاية الوطن، أليس هذا الحل أفضل من إعادتهم إلى وضعهم الميؤوس، وابتلاء أهلهم بهم!، أليست إقامتهم في مكان مخصص، وتصحيحهم دينياً، فكرياً، ومجتمعياً أفضل من خروجهم من بعد شهرٍ من العلاج، ومداومة عودتهم إلى السموم، وانتظار الكارثة التي سيقوم بها أحدهم في زوجته، أبنائه، والديه، إخوته، ومجتمعه! إن كان تناوبه للتعاطي ثم العلاج كالحلقة المفرغة فيفترض أن يكون هذا الإجراء الحتمي والفوري لمن تنازل عن حياته مستسلماً خاضعاً بإرادته عنها، وللدولة أن تعالجه، وتعيد تأهيله، وتجعله يعمل في الأعمال التي تحتاج إلى قوة بدنية، وجهداً فكرياً فيما تراه مناسباً له، ليشغل فكره الأسير بالمهلكات، ويكون عضواً فاعلاً في تنمية البلد. إن نشوة الانتصار ترفرف مع كل نجاح تقوم به ” مكافحة المخدرات ” في دحض شرور الفاسدين، والمفسدين، ونشد بأيدهم لزيادة التوعية، وتكثيف التنوير ليمتد ماضينا الجميل مع حاضرنا الأجمل لنبني مستقبلاً يُشرق فيه أبناؤنا نقاوةً، وفهماً، ولندفن في ممراتنا كل محاولات الأعداء في عرقلتنا، كما هو أيضاً لكل منّا دورٌ لا يجب إهماله، فشكراً جزيلاً لهم. @2khwater