في ذكرى تخرجي الخمسية قرّرت أن أكافئ نفسي بالبحث عن كتب جديدة لعل وعسى أن تكون دافعًا جديدًا لإنهاء روايتي وديوان الشعر، واللذين أتوقع أن لا أحد منهما سيرى النور؛ بسبب خوفي من النتيجة وجودة المضمون، لكني فوجئت بكتب الفشفاش والتي ذكرها كاتبنا الكبير يوسف المحيميد، ولكن بشكل أكثر صدمة لي وزيادة لي في مستويات بؤسي المعنوي، وهي كتب عن سير الفنانات والمذيعات والمغنيات، لست أحتقرهم، لكن هل تاريخ فنهم القصير يشفع لهم بإصدار كتب تروي سِيَرهم؟! أو هل حتى من الممكن عند قراءة ما كتبوه أن ذلك سيترك أثرًا في نفس القراء، أم هوس التواقيع، والشهرة، جعل دور النشر تنشر المهزلة لا الفكر؟! باختصار إنهم استطاعوا نشر كتبهم فلا تخشَيْ يا روايتي وديواني من الرفض، فلو أوقع على جميع صفحاتك البيضاء بدون كتابة لوجدت لها معجبين ومشجعين. قراري باحتفالي بذكرى تخرجي الخمسية ومرور سنة على توظيفي كان يومًا برقم 64 عند هاوثورن فإصرار استخرجوا الفائزين المائة والخمسين من بين إحدى عشر ألف قصة، واسمي لم يكن موجودًا كما هو متوقع، مع أن قصة كفاحي وبحثي عن الوظائف تكاد تكون أسطورة تتوارثها الأجيال، لكن ليس هذا المهم، المهم نريد إصرارًا ليس بالانتهاء بتقديم العشرة مليون للفائزين، ولكن نريد إصرارًا على توظيف العاطلين جميعهم بدون استثناء، فلدينا طاقات معطلة ونادرة ذات فكر صافٍ تحتاج لانتشالها من جاثوم البطالة قبل أن تتوجه أفكارهم للتدمير لا البناء، أو الهجرة وترك الوطن، لو استُغل مجهودهم لنهض موازيًا لكبريات دول العالم المتقدمة.