كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، عن أن الاحتياطي الفيدرالي ووزارة الخزانة الأمريكية، أوقفوا -بشكل مؤقت- الصيف الماضي تدفق مليارات الدولارات إلى البنك المركزي العراقي؛ في ظل تصاعد المخاوف من إمكانية أن تصل العملة في النهاية إلى بنوك إيرانية؛ فضلاً عن إمكانية تهريبها إلى مسلحي “داعش”؛ وذلك وفقاً لمسؤولين أمريكيين وعراقيين وأشخاص آخرين اطلعوا على تلك القضية. وأشارت الصحيفة إلى أن التحرك السابق الذي لم يُكشف عنه من قبلُ لوقف إرسال المال إلى العراق، دفع النظام المالي العراقي إلى حافة الأزمة، وكان بمثابة جهد من ضمن الجهود للحيلولة دون تدفق الدولار لأعداء الولاياتالمتحدة. وتحدثت الصحيفة عن أن أمريكا لم تسمح بتدفق الدولار إلى البنك المركزي العراقي مجدداً؛ إلا بعدما وافق المسؤولون العراقيون -الصيف الماضي- على فرض رقابة مشددة على توزيع الدولار من قِبَل البنك المركزي العراقي؛ حيث تدفق الدولار بعد ذلك؛ لكن بعملية رقابة وإشراف أفضل؛ وذلك وفقاً لمسؤولين أمريكيين وعراقيين وأشخاص آخرين مطلعين على تلك القضية. وذكرت الصحيفة أن انتشار “داعش” ما زال يقلق المسؤولين الأمريكيين الذين يخشون من أنّ شحنات العملة ربما تُستغل مِن قِبَل إرهابيين؛ مشيرة إلى أن التنظيم يسيطر على ثلث مساحة العراق ومن بينها مدينة الموصل وممول بشكل جيد من خلال جمعه للضرائب وبيع النفط وأنشطة أخرى. وأشارت الصحيفة إلى أن المشكلة يعود تاريخها إلى ديسمبر الماضي عندما اجتمع مسؤولون من الفيدرالي والخزانة الأمريكية في اجتماع سري مع مسؤولين عراقيين بقاعة مؤتمرات في فندق بإسطنبول التركية؛ حيث حذّر الأمريكيون من ارتفاع معدلات شحن الدولار إلى العراق والافتقار إلى الشفافية والوضوح بشأن وجهة هذه الأموال في النهاية. وأضافت أن أكثر ما أقلق الأمريكيين هو أن التدفق السنوي للدولار من الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك إلى العراق، بلغ في 2014م نحو 13.66 مليار دولار؛ مقارنة ب3.85 مليار دولار فقط في 2012م؛ مما جعل المسؤولين الأمريكيين يشكّون في أن الدولار يجري تخزينه ولا يتم استهلاكه.