حذرت منظمة الصحة العالمية -قبل أيام- وزارات الصحة حول العالم من مغبة عدم سيطرتها على استخدام المضادات الحيوية ببلادهم، وأنه ما لم تتم السيطرة على عشوائية استخدامها؛ فسوف يعود العالم إلى ما قبل اكتشاف تلك المضادات، حيث كان الإنسان يموت من أمراض بسيطة يمكن علاجها اليوم بسهولة. ونحن هنا في المملكة نعاني حقيقة من سوء استخدام الأدوية بشكل عام والمضادات الحيوية بشكل واضح، حتى أصبح عدد الصيدليات في شوارعنا ينافس عدد البقالات والمطاعم. وكيف لا يكون استخدام المضادات الحيوية سيئاً وأطباء مراكز الصحة الأولية يصفونها للمريض قبل أن يشتكي ودون كشف سريري فقط لمجرد الاستماع لوصف المريض، ولست أبالغ لأن هذا ما يحدث معي كل مرة أزور فيها أحد المراكز الأولية إلا ما ندر، والأطفال هم الضحية الأولى لعدم مبالاة بعض الأطباء. ومواعيد المستشفيات خصوصاً في المدن الكبيرة تدفع بكثيرة من المرضى تحت ضغط الألم وسوء تقدير العواقب وعدم قدرتهم على تكاليف المستشفيات الخاصة إلى علاج أنفسهم بأنفسهم، يشجعهم على ذلك الصيادلة الذين أصبحوا عندنا أطباء يفهمون في كل الأمراض، وبدعم من جشع أصحاب الصيدليات وعدم اهتمامهم بسلامة الناس، ولا بالنتائج الخطيرة لفوضى استخدام المضادات الحيوية، وبغياب تام من وزارة الصحة، وكأن اللوحة التي ألزمت بها الوزارةُ الصيدليات بأن توضع في مكان بارز لتحذر المرضى من أن صرف الدواء بدون وصفة ممنوع، سوف تصد المرضى عن طلب العلاج، أو تُحيي ضمائر الصيادلة فلا يعطون الأدوية الخطيرة إلا بوصفة. وليس الوضع في المستشفيات الخاصة بأفضل حالاً من مراكز الصحة الأولية، خصوصاً مع كوارث ابتزاز التأمين الطبي، وهدف الربح يسمو على كل هدف، لذلك نرى وصف المضادات الحيوية والكرتزون أسهل من وصف المسكنات الآمنة. نحن بحاجة ماسة لوقفة صادقة من الجميع لوقف عبث استخدام المضادات الحيوية، والمسؤولية الأكبر تقع على عاتق وزارة الصحة. عبدالخالق بن علي تويتر www.twitter.com/abdulkhalig_ali