قبل أيام من رمضان استعد أهالي محافظة الخفجي لهذا الشهر الفضيل من خلال تغيير بعض ديكورات المنزل وطبعها بملامح الماضي الأصيل، كوضع الفوانيس والسدو، وكذلك حرص البعض منهم على شراء المسابح والمصاحف وكما هو معلوم فإن محافظة الخفجي منطقة ساحلية وغالباً ما توجد في الحي الواحد جنسيات مختلفة منها الكويتيون والقطريون و كذلك اليمنيون والمصريون وكثير من الأشقاء العرب.. لذلك لا يقتصر تقديم الطعام في محافظة الخفجي على الأكلات الشعبية في رمضان إنما تكون سفرة الإفطار مزيجاً من الثقافات العربية. بداية قالت أم عبدالرحمن العنزي (كويتية مقيمة بالسعودية) المطبخ الكويتي لا يختلف كثيراً عن المطبخ السعودي، فنحن يجمعنا مع السعوديين طبق (الشيش بارك)، أو ما يسميه الناس غالباً، وتميزت به قبيلة عنزة (آذان الشايب)، وهو عبارة عن عجينة نجهزها وتحشى باللحم ثم تطبخ في اللبن، كذلك عرف الكويتيون بالقبوط ومن الحلويات قرص عقيلي والرهش. وأضافت أم سعود لعل ما يميز الخفجي عن باقي المحافظات هو تنوع الثقافات فيها بحكم أنها على الحدود ومنفذ لدولة الكويت فيمر الكثيرون من خلالها لذلك تتنوع الأكلات، بالإضافة إلى أن المطبخ السعودي متعدد الأصناف ولكل منطقة في السعودية أكلاتها الخاصة، ونحن بالشرقية من أكلاتنا اللقيمات والكبة وكذلك السمبوسة والجريش والقرصان، هي أكلات لابد من توافرها على السفرة خصوصاً بعد يوم طويل من الصيام. وعما تقدمه أم يزيد لعائلتها في رمضان، قالت نحن الأردنيين لا غنى للمنسف عن سفرتنا في رمضان، وكذلك ورق العنب وحراق أصبعه والبسبوسة والقطايف بالقشطة والمكسرات، رغم أن رمضان ليس في الأكل فقط، إنما هو عبادة ولكن لا مانع من أن الصائم يستمتع بنعم الله عليه بعد يوم طويل من الصيام. وأكدت أم أحمد فاروق أن الكشري والفلافل والمعكرونة بالبشاميل جميعها أصناف يعشقها المصريون، مضيفة أحرص على تحضير كل الأكلات المصرية في شهر رمضان لأنه شهر الخير وحنيننا لمصر يجعل من تحضير هذه الأصناف تعبيراً عن اشتياقنا لها ودعائنا بأن يحميها الله وأن يوحد الله جميع الأمة الإسلامية. ومن جهته تذكرت أم طلال الكبيسي: “قدمت إلى الخفجي مع زوجي أبو طلال بعدما انتقل للعمل في البداية كنت قلقة من حياة جديدة، ولكن تعودت سريعاً ففي الخفجي مزيج من الثقافات وأنا في رمضان أحرص على إعداد الأكلات الشعبية القطرية لأطعمها إلى جيراني وافتخر بتراثنا فالمضروبة وخبيصة والهريس والبثيثة جميعها أكلات تميز بها المطبخ القطري ولاقت استحسان الجيران بعدما تذوقوها”. أما عن نوعية الأكل الذي يزداد الطلب عليها في رمضان فقال رامي الحلبي (عامل في محل للحلويات) في رمضان لا يقتصر عملنا على صنع الحلويات كما في الأيام العادية من السنة، بل نحرص على توفير أنواع أخرى ومن أهمها اللقيمات والقطايف بالقشطة والفستق وكذلك البلح الشامي والزلابية والرهش والبقلاوة وكذلك سمبوسة باللحم والدجاج والكبة. وأضاف ريان أبو الحسن (عامل في مطعم): “تختلف طلبات تقديم الطعام لدينا في رمضان فنحن نحرص على طبخ الشوربات بأنواعها وكذلك صنع الكبة إما باللحم أو بالصينية والفطائر، كذلك نقوم في رمضان بعمل وجبات غذائية تحتوي على العصائر الطبيعية والشوربة وخليط من الفطائر والتمر، لأن البعض يمر من الخفجي و كون مسافراً وكذلك لأن بعض الشباب يعيشون بمفردهم هنا من أجل العمل أو بحثاً عن رزق، ونحن نسعى في رمضان لكسب الأجر قبل المكاسب المادية”. وأضاف (إسلام)- كما أرادنا أن نسميه- وهو شاب من الجنسية النيبالية: “أسلمت قبل فترة وكنت متشوقاً لرمضان فكل شيء يتغير في رمضان يصبح الناس يبحثون عن الخير والتسامح كذلك استمتع بصوت الأذان والإفطار في الخيم التي توضع في عدة أماكن لإفطار الصائمين مع إخواني في الإسلام كل شيء في رمضان رائع وأضاف وهو يبتسم أتمنى أن يصبح كل يوم في حياتي رمضان”.